تمر اليوم ذكرى رحيل الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبو سيدنا الحسن وسيدنا الحسين وسيدتنا زينب عليهم السلام، وكانت وفاته بسبب تسلل أحد الخوارج المجرمين اسمه عبد الرحمن بن ملجم وطعنه، تسلل وقلبه يمتلئ غيظًا وحقدًا على سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه ليلة السابع عشر من شهر رمضان المعظم، سنة أربعين من الهجرة.
ولد سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه بعد ثلاثين سنة من حادثة الفيل، ولدته أمه السيدة فاطمة بنت أسدٍ فى جوف الكعبة، وأما أبوه فهو أبو طالب الذى ورث سيادة قريش بعد أبيه عبد المطلب، حسب ما جاء بموقع دار الإفتاء المصرية.
نشأته وحياته قبل وبعد الإسلام
نشأ سيدنا على كرم الله وجهه فى مكة، وفى خير بيتٍ فيها، بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فتربَّى فى حجره الشريف، وكان النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد تولَّى كفالته؛ مساعدةً لعمِّه أبى طالبٍ وردًّا لجميله؛ حيث كان أبو طالبٍ يكفل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل، فكان سيدنا على رضى الله عنه من أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن أحبِّ النَّاس لقلبه الشريف؛ ولأجل هذه النشأة المباركة لم يُرَ سيدنا على يسجد لصنمٍ قطُّ قبل الإسلام؛ ولذلك كان على بن أبى طالبٍ رضى الله عنه أولَ من أسلم وهو صبى صغيرُ، ابن عشر سنين، ومِن سعادة سيدنا على ابن أبى طالب رضى الله عنه أنْ أكرمه الله بشرف زواجه من سيدةِ نساء العالمين، السَّيدةِ فاطمة الزهراء عليها السلام، بنتِ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصار أبًا لبنيها الحسن والحسين وزينب عليهم السَّلام.
وقد كانت قصةُ زواجهما أنَّ امرأةً جاءت لسيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه وقالت: هل علمت أنَّ فاطمة تُخطب؟ وقالت: فاخطِبْها، قال سيدنا على بن أبى طالب رضى الله عنه: قلت: وَهَلْ عِنْدِى شَيْءٌ أَخْطُبُهَا عَلَيْهِ؟ قَالَ: فَوَاللهِ مَا زَالَتْ تُرَجِّينِى حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ وَكُنَّا نُجِلُّهُ وَنُعَظِّمُهُ، فَلَمَّا جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ أُلْجِمْتُ حَتَّى مَا اسْتَطَعْتُ الْكَلَامَ، قَالَ: «هَلْ لَكَ مِنْ حَاجَةٍ»، فَسَكَتُّ، فَقَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَ: «لَعَلَّكَ جِئْتَ تَخْطُبُ فَاطِمَةَ»، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «هَلْ عِنْدَكَ مِنْ شَيْءٍ تَسْتَحِلُّهَا بِهِ» -أي: مهر-، قَالَ: قُلْتُ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: «فَمَا فَعَلْتَ بِالدِّرْعِ الَّتِى كُنْتُ سَلَّحْتُكَهَا». قَالَ: عَلِى وَاللهِ إِنَّهَا لَدِرْعٌ حُطَمِيَّةٌ مَا ثَمَنُهَا إِلَّا أَرْبَعُمِائَةِ دِرْهَمٍ، قَالَ: «اذْهَبْ فَقَدْ زَوَّجْتُكَهَا وَابْعَثْ بِهَا إِلَيْهَا».