يأتي إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية نصير نوري عن استعداد بغداد لإرسال قوات عسكرية قتالية إلى مصر لتحصل على تدريب خلال الفترة القريبة المقبلة، في الوقت التي تعمل فيه القيادة المصرية على تدريب عناصر من الجيش الليبي، ليطرح عدة تساؤلات حول أسباب قيام مصر بهذه الخطوة، والدور الذي تلعبه القاهرة في مساعدة الجيوش العربية.
ويرى البعض أن مصر تريد إيصال “رسائل” إلى الغرب تؤكد أن القاهرة ما زالت القوة التي تعمل على حماية المنطقة ضد الإرهاب، فضلاً عن إيصال رسالة أخرى تؤكد من خلالها أنها تريد تعزيز دورها وإظهار مدى قوى الجيش المصري وإمكانية الإعتماد عليه في التصدي للمخاطر المختلفة لإعادة الاستقرار للمنطقة.
وبعد ثلاثة أسابيع تقربباً من زيارة وزير الدفاع العراقي إلى القاهرة وزيارته عدداً من مراكز التدريب، تبدأ عناصر من الجيس العراقي بزيارة مصر للخصوع لتدريبات مكثفة من قبل قوات الصاعقة المصرية التي تزودها بالوسائل الجديدة والمختلفة لمواجهة عناصر تنظيم داعش الفترة المقبلة.
وقال عضو مجلس المجلس المصري للشؤون الخارجية اللواء الدكتور محمد قدري سعيد، إن تدريب مصر لقوات من الجيشين الليبي والعراقي يحمل عدة رسائل، أولها إظهار مدى استعادة مصر لدورها وقدرتها على تدريب الجيوش العربية في ظل التوترات التي تواجه الإقليم، بما يضع مصر في مكانة هامة وبارزة أمام المجتمع الدولي، تؤكد أن مصر لها ثقل يجب تقديره في أي وقت من الأوقات.
وأضاف سعيد أن مصر تود مساعدة كافة الجيوش العربية التي تواجه توترات تؤثر على استقرار بلادها والمنطقة ككل، ولكن هناك حساسية في مواقف بعض الدول مثل سوريا، بسبب عدم رغبة مصر في دعم أي طرف في دمشق، سواء كان الجيش السوري الحر أو جيش بشار الأسد، وتكتفي الآن بتدريب الجيشين الليبي والعراقي والذي يختلف فيهما الموقف تماماً عن الموقف السوري.
ويرى بعض المهتمين بملف الشرق الأوسط، أن الخطوات التي تقوم بها مصر تجاه الجيشين الليبي والعراقي محاولة لإثبات قدرة مصر والعرب على مواجهة الإرهاب دون تدخلات عسكرية غربية لحل النزاعات في تلك المنطقة بما يعزز الرؤية المصرية في هذا الملف خصوصاً.
وأكد الجيش العراقي أن المجموعة التي سيرسلها إلى مصر ستكون من القوات الخاصة، وسيتم تدريبها من قبل قوات الصاعقة المصرية والتي يمكن أن تمنحها تكتيكات مختلفة تساعدها في مواجهة التنظيم الإرهابي الذي يمتلك الأسلحة الحديثة، فضلاً عن تدريب طيارين وفنيين عراقيين سيتم تحديد عددهم خلال المرحلة المقبلة لمواجهة التنظيم بأكبر قدر ممكن.
وتُؤمن مصر حسب التصريحات الرسمية بضرورة تقوية القوات المسلحة في كل من العراق وليبيا، لتكون رأس الحربة في مواجهة مخاطر الإرهاب التي تؤثر على أمن البلدين، وذلك من خلال وضع استراتيجية واضحة للدفع بالمنطقة نحو الاستقرار المنشود، وتضييق حجم التدخلات الغربية، وتقييدها عبر دعم الجيشين في العراق وليبيا.