الأسرة والمجتمعالركن الإسلاميعاجل

رسالة خاصة من الأزهر لمن استشعر في قلبه حزنا على قرار غلق المساجد

أثار قرار إغلاق المساجد لمدة أسبوعين ضمن الإجراءات الإحترازية التى اتخذتها الدولة لمنع انتشار فيروس “كورونا”

ومن جانبه حرص مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على توجيه رسالة خاصة لمن استشعر فى قلبه الحزن بسبب إغلاق المساجد وعدم الصلاة في جماعة.

وقال المركز “أَخِي المُسلم: إنَّ أعْمَالَك الصَّالِحة في بُيُوتِ الله سُبحانه لمْ تنقطع بغلقِ المَسَاجِد، وتعليقِ الصَّلوات فيها هذه الأيَّام؛ بل لَك أجرُ طاعاتِك وعِبَاداتِك التي لَطَالَمَا حَرَصْتَ عَلىٰ أدائها لله سُبحانَه كَامِلًا؛ وسيِّدُنا رسُولُ الله ﷺ هو الذي يُبشِّرك بقولِه: «إذَا مَرِضَ العَبْدُ، أوْ سَافَرَ، كُتِبَ له مِثْلُ ما كانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا» [أخرجه البُخاريّ].

وأضاف “واعْلَمْ كذلك أنَّ عَزْمَ القَلبِ على فِعْلِ الطَّاعةِ طاعةٌ؛ فلا تَستَهِن بِحُبِّ طَاعَةٍ، أو تَعَلُّقٍ بصَلَاة جَمَاعة؛ فقد قَال ﷺ فيما يَرْويه عَن ربِّه سُبحَانَه: «فَمَنْ هَمّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً..» [مُتَّفقٌ عليه]، وفِي رِوايةٍ قال ﷺ: «فَمَن هَمَّ بِحَسَنَةٍ حَتَّى يَشْعرَهَا قَلْبُه، وَيَعلَمُ الله -عَزَّ وَجَلَّ- ذَلِكَ مِنْهُ؛ كُتِبَتْ لَه حَسَنَةٌ..» [أخرجه أحمد]

ولا غَرْو؛ فأعمَال العِبادِ بنِيَّاتِ قُلوبِهم؛ لا بأفْعَالِ أبدانِهم؛ قال ﷺ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات..» [مُتّفق عليه].

وتابع: أَخِي المُسْلِم: لا تَحَزنْ، ولا تَظن بالله اللَّطيفِ الحَكيم سُبحانه إلَّا الخَير، وتُبْ إليه واستغفِرْه، ولا تَبرحْ بابَ دُعائِه ورَحْمتِه؛ فهو رَحمَـٰنُ الدُّنيا والآخرة ورحيمُهُمَا، ذو مَنٍّ وحِلْمٍ وإنْعَامٍ، قَال عَزَّ مِن قَائل: {وَيَٰقَوۡمِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ يُرۡسِلِ ٱلسَّمَآءَ عَلَيۡكُم مِّدۡرَارٗا وَيَزِدۡكُمۡ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمۡ وَلَا تَتَوَلَّوۡاْ مُجۡرِمِينَ} [سورة هود: 52]، وقال ربُّنا سُبحَانه أيضًا: {فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [سورة هود: 61].

وتَيقَّن أنَّ قُدرَةَ الله تَغْلبُ كلَّ شرّ، وأنَّ العُسْر لا مَحالةَ يتْبعُه مِنَ الله عَوْنٌ ومَدَدٌ يُسْر.

فاللهم ارْحمْ ضعفَنَا، وتَولَّ أمرَنا، وبلِّغنَا فيما يُرضِيك آمالنا، ولا تُخيِّب رَجَاءَنا يا كَرِيم.

المستجد، حالة من الحزن لدى بعض المواطنين خاصة من تعلقوا بالمحافظة على أداء الصلاة في المسجد.

زر الذهاب إلى الأعلى