حددت دار الإفتاء مقدار زكاة الفطر 2023 لهذا العام، تزامنا مع بدء شهر رمضان 1444، وتعد زكاة الفطر من الأمور الواجبة على المسلم ويجب عليه إخراجها قبل حلول عيد الفطر المبارك، وتحدد دار الإفتاء في مطلع شهر رمضان من كل عام مقدار زكاة الفطر وآخر وقت لإخراجها.
مقدار زكاة الفطر
وحدد فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، مقدار زكاة الفطر لهذا العام بقيمة 30 جنيها كحد أدنى عن الفرد، حيث أوضحت الإفتاء أن تقدير قيمة زكاة الفطر لهذا العام لتكون بـ30 جنيهًا، جاء كحدٍّ أدنى عن كل فرد، مع استحباب الزيادة عن هذا المبلغ لمن أراد والله يضاعف لمن يشاء.
ومقدار زكاة الفطر يعادل قيمة زكاة الفطر تعادل (2.5) كيلوجرام من القمح عن كل فرد؛ نظرًا لأنه غالب قوت أهل مصر.
زكاة الفطر نقدا
وأعلنت دار الإفتاء أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا، حيث أخذت برأي الإمام أبي حنيفة في جواز إخراج زكاة الفطر بالقيمة نقودًا بدلًا من الحبوب؛ تيسيرًا على الفقراء في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، والفتوى مستقرة على ذلك.
شروط زكاة الفطر
وفُرضت زكاة الفطر على كلِّ مَن يجد قوتَ يومِه ولو كان فقيرًا، حيث أوضحت دار الإفتاء أن زكاة الفطر جعلها الله تطهيرًا للنفس وتطهيرًا للصيام مما قد يؤثر فيه وينقص ثوابه من اللغو والرفث ونحوهما، وتكميلًا للأجر.
وورد حديث ابن عمر رضي الله عنهما في «الصحيحين»: «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرض زَكَاةَ الفِطْرِ من رمضان على الناس صاعًا من تَمْرٍ أو صاعًا من شعير على كل حُرٍّ أو عَبْدٍ ذكر أو أنثى من المسلمين»، ويخرجها العائل عمَّن تلزمه نفقته.
يجوز إخراج زكاة الفطر من أول يوم في شهر رمضان، وحتى قبيل صلاة عيد الفطر، فيما ناشد مفتي الجمهورية المسلمين تعجيل زكاة فطرهم وتوجيهها إلى الفقراء والمحتاجين، حيث تعيش الأمة الإسلاميَّة ظروفًا اقتصادية استثنائية غيَّرت بصورة غير مسبوقة سمات الحياة العامة المعتادة في شهر رمضان.
دليل زكاة الفطر من القرآن
وشرع تعالى زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أغْنُوهُمْ عَنْ طَوَافِ هَذَا الْيَوْمِ» أخرجه الدارقطني والبيهقي.
كما ورد عن ابن عمر عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلَى الصَّلَاةِ.
وفي القرأن الكريم، قال الله تعالى: (قدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى)، في سورة «الأعلى:14» وقال بعض المفسّرين إنّ المقصود في الآية زكاة الفطر.
لمن تعطى زكاة الفطر
ويتساءل الكثيرين لمن تعطى زكاة الفطر، حيث أوضحت الإفتاء أن زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
كما أكدت الإفتاء أنه يجوز أن يعطي الإنسان زكاة الفطر لشخص واحد، كما يجوز له أن يوزعها على أكثر من شخص، والتفاضل بينهما إنما يكون بتحقيق إغناء الفقير فأيهما كان أبلغ في تحقيق الإغناء كان هو الأفضل.
متى فرضت زكاة الفطر
وذكرت العديد من المصادر الإسلامية أنه فرضت زكاة الفطر في السنة الثانية من الهجرة وهي السنة التي فرض فيها صيام رمضان طهرة للصائم.
وورد عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.