عاجلمحافظات

زيارة 12 حاخامًا لقبر «أبو حصيرة» تثير غضب أهالي البحيرة    

سادت حالة سخط بين أهالي مدينة دمنهور بالبحيرة، بعد انتشار خبر زيارة وفد يهودي يضم 12 حاخامًا لقبر يعرف باسم “أبو حصيرة”، والذي يعتقد اليهود أنه قبر حاخام يقدسونه، مات في طريق عودته من القدس إلى المغرب، بقرية دمتيوه، وذلك رغم حكم قضائي بإلغاء الاحتفال بمولده والذي كان يقام سنويا في أواخر ديسمبر وبداية شهر يناير.

وأوضحت مصادر أن الزيارة شملت 12 حاخامًا ولم تتجاوز ساعة، وسط إجراءات أمنية مشددة، ولم يكن بها أي احتفالات، وإنما اقتصرت على الصلاة فقط.

وانتشرت صور لزيارة الحاخامات للقبر على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مما تسبب في موجة انتقادات للزيارة التي لم يعرف بها سوي أبناء القرية فقط في البداية قبل أن ينتشر الخبر في مختلف أنحاء المدينة، والتي تأتي بعد إعلان الرئيس الأمريكي نقل سفارة بلاده إلى القدس في مخالفة للقوانين الدولية.

وقال عدد من الأهالي إنهم فوجئوا بالأمن يطالبهم بإغلاق محالهم القريبة من المقبرة، وبعدها مرت سيارة ميكروباص وخلفها وأمامها 7 سيارات شرطة، للقبر، حيث تم إغلاق الطريق من الجهة المقابلة حتى انتهاء الزيارة، وطالبوا بوقف زيارات اليهود للقرية، مؤكدين أنهم يرفضون وجودهم بها، خاصة وأن الحياة تتوقف مع وصولهم القرية، وتغلق جميع المحال، مؤكدين أنهم كانوا سعداء بحكم القضاء بإلغاء مولد أبو حصيرة،.

وتأتي هذه الزيارة عقب زيارة ديفيد جوفرين سفير إسرائيل لدى مصر، للضريح في أكتوبر وهو ما استفز مشاعر أهالي البحيرة، خوفًا من تكرار الزيارات والاحتفالات التي كانت تقام بالمقبرة، والمخالفات الكثيرة التي تعقبها.

وطبقًا لروايات يهودية فإن “أبو حصيرة” هو حاخام يهودي من أصل مغربي، يدعى يعقوب بن مسعود، عاش في القرن 19، حيث ولد عام 1807 في المغرب، ثم غادر لزيارة الأماكن اليهودية المقدسة في فلسطين، إلا أن سفينته غرقت في البحر، فظل متعلقًا بحصيرة إلى سوريا ثم توجه منها إلى فلسطين وبعد زيارتها غادرها متوجهًا إلى المغرب عبر مصر حيث عمل إسكافيًا، وبها توطدت علاقته بثري يهودي كان يعمل في تجارة القطن، يدعى دمتيوه وعقب وفاته دفنه تنفيذًا لوصيته في مقابر اليهود والمقامة بالقرية.

إلا أن رواية أخرى تؤكد أن يعقوب أبو حصيرة هو مسلم، وكان في طريقه إلى زيارة الأماكن المقدسة في مكة لأداء فريضة الحج، وتصادف وصوله إلى دمنهور في عام 1881 ميلادية، حيث قامت الثورة العرابية ولم تمكنه الاضطرابات من مواصلة رحلة الحج، واضطر للعمل إسكافيًا، بجوار محلج أقطان بحي أبو الريش، الذي كان ملكًا لتاجر يهودي، حيث قدم له المساعدة والسكن في كفر دمتيوه.

وقضت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية، بتاريخ 29 ديسمبر 2014، بإلغاء الاحتفالات السنوية بمولد أبو حصيرة اليهودي نهائيًا لمخالفتها النظام العام والآداب، وتعارضها مع وقار الشعائر الدينية، وكذلك إلغاء قرار وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني الخاص بأثريته، مع إلزام وزارة الآثار بشطب الضريح من سجلات الآثار المصرية، ونشر القرار في جريدة الوقائع المصرية الرسمية وإبلاغ منظمة اليونسكو به بإيداع الترجمة المعتمدة من الحكم الوثيقة المقدمة بهذا الشأن.

زر الذهاب إلى الأعلى