ذكر مركز (ستراتفور) الاستخباراتي الأمريكي أن الاشتباكات الكردية الداخلية في شمال العراق قد تؤدي إلى هجمات إضافية ضد البنية التحتية النفطية القريبة، حيث ينتقم حزب العمال الكردستاني من محاولات القوات العراقية والتركية للحد من وجود الجماعة ونشاطها في المنطقة الغنية بالموارد، مشيراً إلى أنه في 4 نوفمبر، هاجم مسلحو حزب العمال الكردستاني قافلة لقوات البشمرجة الكردية في منطقة شامانكي بمحافظة دهوك العراقية، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة (2) آخرين، كما وردت أنباء عن هجومين من حزب العمال الكردستاني على شرطة النفط والغاز التابعة لحكومة إقليم كردستان في دهوك، مما أدى إلى إصابة رجال شرطة يحمون المنشآت النفطية، مشيراً إلى أن كل من الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق أدانوا بشدة الهجمات الأخيرة وألقوا باللوم على حزب العمال الكردستاني.
و أضاف المركز أن هجوم الرابع من نوفمبر المميت كسر الوفاق والانفراجة غير المعلنة بين بعض القوات الكردية المسلحة في شمال العراق، الأمر الذي سيدفع أربيل وبغداد إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الكيفية التي يسعى بها حزب العمال الكردستاني إلى الحصول على مأوى وقاعدة له في المنطقة، موضحاً أن الحكومتين العراقية والكردية تسامحت نوعاً ما مع حزب العمال الكردستاني لسنوات، على الرغم من أن الهجمات ضد الجماعات الكردية وقطاع النفط في البلاد ستزيد من عزم حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية للعمل ضد الحزب، مشيراً إلى أنه مع ذلك، فإن أي تحركات للضغط على حزب العمال الكردستاني لتقليص وجوده، لن يؤدي إلا إلى قيام المسلحين بالتمسك بموقفهم والدفاع عن أراضيهم، بالنظر إلى أن حزب العمال الكردستاني يفتقر إلى خيارات بديلة للمأوى، موضحاً أن ذلك سيؤدي إلى زيادة خطر اندلاع اشتباكات إضافية، الأمر الذي بدوره سيدعم حجة بغداد بأن حزب العمال الكردستاني يسبب الكثير من زعزعة الاستقرار.
كما أضاف المركز أن إدانة بغداد لحزب العمال الكردستاني ستحسن علاقتها مع تركيا، حيث تكثف أنقرة عملياتها ضد الجماعة المسلحة في شمال العراق، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن الغضب من قبول حكومة إقليم كردستان للتصعيد الأخير في العمليات التركية كان عاملاً في قرار حزب العمال الكردستاني تجاه قوات البشمرجة التابعة لحكومة إقليم كردستان في الهجوم الأخير.
فيما أوضح المركز أنه بينما يقاتل حزب العمال الكردستاني للاحتفاظ بأهميته وقاعدته في شمال العراق، فمن المرجح أن يكون هناك المزيد من الهجمات الصغيرة على قوات البشمرجة في المنطقة، وكذلك الهجمات على المنشآت النفطية القريبة والهجمات الإضافية ضد خطوط الأنابيب، مشيراً إلى أن حزب العمال الكردستاني يدرك أن ثروة النفط والغاز لحكومة إقليم كردستان هي إلى حد بعيد مصدرها الرئيسي للثروة، وبالتالي فهي شيء ثمين تريد حكومة إقليم كردستان حمايته، مما يزيد من مخاطر الهجمات.