وتضمنت التعديلات لأنظمة وثائق السفر والأحوال المدنية والعمل والتأمينات الاجتماعية، أن يكفل النظام حصولها على جواز سفر بنفسها أسوة بالرجل، وأن يحق لها السفر بعد بلوغ 21 عاماً، ويحق لها التبليغ عن المولود بصفتها أمه، إضافة إلى طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية، وستكون رب الأسرة مناصفة مع الزوج في حالة الأبناء القصّر.
المزيد من الحريات
وفي العاصمة الرياض، تحدثت “غارديان” مع نساء سعوديات حول هذه التغييرات الجذرية، حيث أشدن بالقرارات التي تأتي ضمن حزمة إصلاحية تحت ظل رؤية 2030 التي أطلقتها المملكة عام 2016، والتي تهدف بشكل كبير إلى تعزيز حضور النساء في المجتمع وفي سوق العمل ورفع نسبته من 22 إلى 30 %.
وتقول الشابة السعودية عزة “هذه التعديلات تعني الكثير بالنسبة لي، حيث أني كنت أعاني في كل مرة أحتاج فيها إلى تجديد جواز سفري، منذ أن توفي والدي عام 2000، والآن، أنا متأكدة أن المزيد من الحريات ستأتي عما قريب”.
مستقبل مشرق
وأضافت “المعارضون لهذه الإصلاحات لن يتجرأوا على فعل أي شيء، معظمنا في السعودية من فئة الشباب ونحن جاهزون للمستقبل، لدي شعور بأننا وصلنا إلى نهضة سعودية، المستقبل يبدو مشرقاً… لدينا الروح والدافع والإرادة”.
من جانبها، قالت الدكتورة مها عبدالله المنيف، الرئيسة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني والحاصلة على جائزة نساء الشجاعة الدولية لعام 2014: “هذه القرارات تسمح لنا بالاعتماد على أنفسنا بعيداً عن الرجل، نشعر بالقوة والتمكين، وشخصياً.. التعديلات الجديدة تكملني كامرأة”.
تمكين أكثر
وأوضحت المنيف في حديثها مع الصحيفة البريطانية “هذا لا يعني أننا أصبحنا الآن متساوين مع الرجال من منظور حقوق الإنسان فحسب، بل على المستوى العملي، هذه التعديلات ستساعد النساء على الحركة والقيام بأعمالهن وحضور المؤتمرات والتعلم والتمكين أكثر داخل المجتمع. كما أنها سيؤدي إلى تحسين وضع النساء المعتدى عليهن أو اللواتي يتعرضن لأي من أشكال العنف ضد المرأة، لأن الأشخاص الأكثر تأثراً بقانون الوصاية عادة ما يعانون من العنف المنزلي”.
وشاركت عبير مبارك بن فهد، خريجة ماجستير في إدارة الأعمال، والبالغة من العمر 32 عاماً، الرأي ذاته بحماس، حيث قالت: “بالنسبة للمحافظين الرافضين لهذه التعديلات، فلا يمكنهم فعل أي شيء، إما أن يتقبلوا الواقع أو أن يتركوه”.
جيل جديد
أما بالنسبة لوسن هادي العنزي، (35 عاماً)، وهي ممرضة في مستشفى عام، في مدينة سكاكا المحافظة في شمال المملكة العربية السعودية، فكانت أكثر حذراً، فقالت: “لدينا تقاليد أقوى وأكثر صرامة من العاصمة الرياض، وهو شيء يؤثر على النساء أكثر، ولكن الأمر كله يتعلق بمن هو الوصي. كما هو الحال في جميع المدن الصغيرة في السعودية”.
وأضافت “ما يحكم حقاً هو التقاليد والعادات القبلية، حتى لو كانت بعضها ضد الإسلام فإنها ستظل قائمة. لكنني الآن بت أعرف أن ابنتي البالغة من العمر 10 سنوات، لن تمر بأي مما مررت به في السابق. بالنسبة لها ولجيلها، إنه عالم مختلف تماماً”.
وأوضحت العنزي “نحن في تقدم مستمر، ولا نعرف ما الذي سيحدث، لكننا نأمل أن يكون ذلك على أساس ديننا الإسلامي. بمجرد بناء شيء ما على أسس دينية لن تكون هناك مشكلة أبداً”.
حقائق جديدة
ومع ذلك، قالت فاطمة العبد رب النبي، (27 عاماً)، إن “زخم التغيير يفرض حقائق جديدة. وسيتعين على المتشددين التعايش معها. فعلى سبيل المثال، لا أحد يتحدث الآن حول قرار عام 2017 بالسماح للنساء بالقيادة”.
جدير بالذكر أن السعودية أعلنت رسمياً السماح للمرأة بقيادة السيارة في 24 يونيو الماضي، ضمن مجموعة قرارات أطلقت عام 2017، يشملها البرنامج الإصلاحي الذي يرعاه الأمير محمد بن سلمان، حيث لم تعد السعوديات بحاجة إلى إذن ولي الأمر للحصول على وظيفة أو التسجيل في الجامعة أو الخضوع لجراحة.