أكد أرفيداس داونور افيتشوس سفير ليتوانيا بالقاهرة، أن بلاده تسعى إلى تعزيز العلاقات مع مصر التى تعد قوة إقليمية ودولة هامة فى منطقة الشرق الأوسط فى ضوء سياساتها المتطلعة نحو الانفتاح على العالم فى أعقاب الاستقلال عن الاتحاد السوفيتى عام 1990 وعدم اقتصارها على توطيد علاقتها مع الدول المجاورة لها.
وأشار افيتشوس، فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة احتفال سفارة ليتوانيا بالقاهرة الاثنين المقبل بمئوية استعادة استقلال البلاد، إلى أن مصر وليتوانيا احتفلتا العام الماضى بمرور 25 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتم فتح سفارة ليتوانيا بالقاهرة فى ديسمبر عام 2001.
وأضاف افيتشوس أن وزير الخارجية سامح شكرى التقى مرتين فى عام واحد مع نظيره الليتوانى ليناس لينكفيسيوش؛ الأولى كانت فى العاصمة الليتوانية فيلنيوس فى أغسطس الماضي، فى أول زيارة تاريخية لوزير خارجية مصرى إلى بلادنا، موضحا أن شكرى تبادل الأراء مع لينكفيسيوش حول الوضع الأمنى والسياسى فى منطقة الشرق الأوسط وسبل دعم التعاون الثنائى فى كافة المجالات؛ فضلا عن تعزيز الإطار القانونى للعلاقات الثنائية.
وأفاد بأن شكرى أجرى مباحثات أخرى مع لينكفيسيوش فى نوفمبر الماضى على هامش الاجتماع الوزارى بين الاتحاد الأفريقى والاتحاد الأوروبى الذى عقد فى أبيدجان حيث ناقشا خطوات تطوير العلاقات؛ فضلا عن تقاسم المعلومات حول التقدم الذى أحرز فى المفاوضات للتوقيع على اتفاقيات بين البلدين، لافتا إلى أن التبادل التجارى بين البلدين بلغ 9ر163 مليون يورو عام 2016.
وقال إنه يتم حاليا الإعداد لزيارة وزير خارجية ليتوانيا ليناس لينكفيسيوش للقاهرة فى المستقبل القريب، ومن المنتظر عقد جولة جديدة من المشاورات السياسية على مستوى مساعدى وزيرى الخارجية قريبا فى فيلنيوس والتى تمهد الطريق نحو زيارة لينكفيسيوش لمصر.
وردا على سؤال حول الاحتفالات بمئوية استعادة الاستقلال، أوضح افيتشوس أن بلاده استقلت أول مرة فى عام 1918 بعد 123 عاما من الاحتلال، وكان هذا هو الأساس التاريخى لدولة ليتوانيا الحديثة التى تحولت إلى جمهورية بعد أن كانت ملكية، وتمتعت بهذا الاستقلال لمدة 22 عاما لتفقده مرة أخرى ثم تستعيده للمرة الثانية فى عام 1990 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأضاف أن يوم 16 فبراير الجارى هو بداية الاحتفال بمئوية استعادة الاستقلال والتى شارك فيها بعض القادة الأوروبيين من بينهم رؤساء فنلندا وبولندا، مشيرا إلى أن هذا العام سوف يشهد برنامجا حافلا من الفعاليات بمناسبة المئوية والذى يضم 75 حدثا ثقافيا فضلا عن مهرجان للأغنية سوف يبدأ من 30 يونيو حتى 6 يوليو المقبل بمشاركة نحو 20 ألف شخص.
وعن أهم انجازات ليتوانيا، أوضح أن بلاده تبنت الإصلاحات لمدة 10 سنوات لتصل إلى المستوى المطلوب للانضمام للاتحاد الأوروبى حيث كان الاقتصاد مبنيا على القطاعات التقليدية وهى الصناعات الغذائية وتكرير البترول والاثاث للتحول إلى اقتصاد التكنولوجيات المتقدمة خاصة مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا الحيوية، ونقوم بصناعة الأجزاء الصغيرة من الأقمار الصناعية، مشيرا إلى أن ليتوانيا تسيطر على 70 فى المائة من السوق العالمى فى مجال تكنولوجيا الليزر.
وذكر افيتشوس أن ليتوانيا تحتل الآن المرتبة الأولى بين دول العالم من حيث توفير خدمة الإنترنت، وفى مجال تكنولوجيا الاتصالات وتطوير أنترنت الألياف البصرية، وكذلك المرتبة الأولى فى منطقة أوروبا الوسطى والشرقية؛ فيما يتعلق بالتعاون بين الجامعات والصناعة فى مجالى البحث والتطوير بينما تحتل المرتبة الثانية فى العالم فى ريادة المديرين فى الأعمال.