أكد السفير أبو بكر حفنى سفير مصر بأديس أبابا أن مصر وإثيوبيا تتشاركان نفس الأصل والثقافة والتاريخ والمياه والمعتقد وتتشارك نفس المخاوف والتهديدات والتحديات وهذا كاف لنتشارك ذات الآمال والآفاق والمستقبل. جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها السفير المصرى لدى إثيوبيا خلال الاحتفال الذى أقيم بدار الإقامة بمناسبة الذكرى السنوية 64 للعيد الوطنى المصرى.
وذكرت السفارة – فى بيان وزعه مكتبها الإعلامى اليوم الثلاثاء- أن السفير شدد فى الكلمة على أن العيش فى عالم معقد وبيئة عالمية من التحديات يتطلب بذل الكثير من الجهود لتوجيه دفة النجاح.
ولفت حفنى إلى التزام مصر بسياسة خارجية ثابتة تعتمد المبادئ الرئيسية وترمى إلى الترويج لنظام مستدام ومستقر يحقق المصالح المشتركة ويضع حلولا سلمية للنزاعات ويبتعد عن التدخل فى الشئون الداخلية لباقى الدول، مضيفاً أن مصر تتوقع نفس الالتزام من دول الجوار.
ورحب السفير فى مستهل كلمته بالجالية المصرية المقيمة فى أديس أبابا، موضحاً أن إثيوبيا شكلت موطنه الثانى بعد مصر عند قدومه إليها مع عائلته لشغل منصب السفير المصرى فى عام 2015.
وأشار السفير إلى الثورات الشعبية المصرية التى توالت على مر التاريخ سعياً وراء العدالة الاجتماعية والحرية والإطاحة بأنظمة الحكم المستبدة المقيته، وأحدث تلك الثورات ما حدث فى 30 يونيو 2013.. مضيفا أن يوم 23 يوليو يشكل رمز الوحدة والتضامن والمستقبل الواعد لجميع المصريين أينما كانوا ما يعكس الإنجازات والأهداف الجديدة المقررة. وبهذه المناسبة، حيا السفير حفنى المواطنين المصريين فى إثيوبيا لما قدموه من دعم له ولجميع الأفراد العاملين فى السفارة.
وتطرق السفير فى كلمته إلى العلاقات الدبلوماسية المصرية- الإثيوبية المؤسسة منذ ثلاثينيات القرن الماضى وما شهدته من خطوات إيجابية على مر السنتين الماضيتين بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الاثيوبى هايلا ماريام ديسالين واللذين التقيا للمرة الأولى فى مالابو على هامش القمة الإفريقية فى عام 2014 الأمر الذى تكلل بإرساء حقبة جديدة من التعاون والصداقة بين البلدين.
وأردف السفير قائلاً “تمخض عن إعلان مالابو، توقيع مصر وإثيوبيا والسودان إعلان المبادئ فى الخرطوم فى مارس 2015 الذى مهد الطريق أمام بداية جديدة من التعاون بحيث لم يعد نهر النيل مصدراً للنزاع بل دافعاً لإعلاء مصالح مواطنينا نحو آفاق جديدة. تلا ذلك مجموعة من الزيارات واللقاءات رفيعة المستوى بين البلدين أبرزها الزيارة التاريخية للرئيس السيسي لإثيوبيا وإبرام إطار شراكة جديدة تشمل عدة قطاعات بين الدول الثلاث.
” وحول سد النهضة الإثيوبى، أوضح السفير أن الوزراء المعنيين والتقنيين أسسوا الطريق لتوقيع قريب لعقد يختص باستشارات السد والتعاون فى الحقول الصحية والتعليمية والتجارة والاستثمار التى وصلت آفاقا جديدة، مشيراً إلى أن الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الأثيوبى ناقشا فى عدة لقاءات مستقبل العلاقات الثنائية ومستقبل القارة وآفاق تعزيز العلاقات بغية وضع استراتيجية الشراكة وتنسيق الجهود لضمان رفاهية الشعبين والقارة.
وذكر السفير أن الجانبين قررا المشاركة الفاعلة فى التأكد من تكريس الاتحاد الإفريقى للحياة اليومية لشعوب القارة وتمتين تنسيق الجهود لضمان التنمية والأمن الإفريقيين.
كما وجه السفير التهنئة لإثيوبيا لشغل عضو غير دائم فى مجلس أمن الأمم المتحدة.. معربا عن ثقته بالعمل الوثيق بين بلاده وإثيوبيا فى نيويورك لصيانة المصالح الإفريقية من خلال التحولات الجغرافية السياسية الحاصلة فى إفريقيا والعالم برمته مع إفراد تركيز خاص على الإرهاب المسلح الذى لا يعرف حدودا ولا يوفر دينا أو عرقا أو جنسية.
وأعرب السفير عن سعادته بمرافقته فى زيارته الأولى إلى إثيوبيا كسفير حديث البابا تواضروس الثانى فى زيارة تاريخية إلى الكنسية الأرثوذكسية الإثيوبية ونوه إلى أن مصر وإثيوبيا يتشاركان تاريخياً يعود لآلاف السنين وأن دراسات حديثة بينت وجود روابط بين البلدين منذ فجر التاريخ وأن أبرز وأقدم العلاقات بين البلدين كانت تجارية.
وأضاف السفير أن أجداده كانوا يطلقون على إثيوبيا أسم أرض الآلهة ومنبع الحياة بسبب نهر النيل منوهاً إلى تطوير دولة أكسوم فى العام 300 قبل الميلاد تجارة مزدهرة مع مصر.
وأشار السفير إلى أن العلاقات بين البلدين أخذت منحا استثنائيا عند استقبال رئيس الكنيسة القبطية فى الاسكندرية، القديس فرومنتيوس، مؤسس المسيحية فى إثيوبيا، وإشادة البطريرك بإنجازات القديس ومن ثم تعيينه أول مطران لإثيوبيا وما كان لذلك من تأثير كبير على العلاقات بين البلدين، عمق الأواصر بين الشعبين المصرى والإثيوبى بشكل أبدى.
وحضر الاحتفال نخبة من الدبلوماسيين والإعلاميين ورجال الأعمال بالإضافة إلى ممثلين عن الشعب الأثيوبى.