السياسة والشارع المصريعاجل

سفير مصر بالمغرب: نتطلع لزيارة الملك محمد السادس لمصر.. وعلاقاتنا راسخة

أكد السفير المصرى فى الرباط أشرف إبراهيم، على أن العلاقات المصرية – المغربية راسخة ومتجذرة فى التاريخ، لاسيما فى بعدها الحضارى والإنسانى، وتظهر فى القواسم الثقافية والحضارية المشتركة التى تجمع الشعبين الشقيقين، مشيرًا إلى أن البلدين حريصان على تطوير علاقاتهما المشتركة، وتعميق مسار التنسيق والتشاور فى كافة القضايا، وصولا لمستوى الشراكة الاستراتيجية الذى نطمح اليه.

وأشار السفير المصرى بالمغرب، فى حوار تنشره صحيفة “الأحداث المغربية”؛ اليوم الجمعة؛ إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تعود إلى ستة عقود، لكن العلاقات التاريخية والحضارية بينهما تمتد إلى مئات السنين؛ معربا عن تطلعه لاستئناف اجتماعات اللجنة العليا المصرية – المغربية المشتركة، وهى الوحيدة التى تعقد على مستوى القمة؛ وكذلك الانتظام فى عقد آلية التنسيق السياسى والاستراتيجى بين البلدين؛ لإعطاء دفعة لبناء شراكة استراتيجية بين البلدين، خاصة أن العلاقات بينهما تنتظم فى إطار محكم من الاتفاقيات الشاملة، مؤكدًا تطلع مصر لزيارة الملك محمد السادس للقاهرة قريبًا.

وشدد إبراهيم؛ فى إجابته على سؤال حول أولوياته فى المرحلة القادمة؛ على أنه سيركز على التفاعل مع الشعب المغربى ومع المؤسسات الرسمية لفتح آفاق جديدة للتعاون بين البلدين؛ مضيفا أن دوره كممثل للدولة المصرية حكومة وشعبًا بالمغرب، يتمثل فى العمل على توطيد الروابط بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى، وأنه من أنصار “الدبلوماسية الشعبية” التى تقوم على التواصل مع أفراد المجتمع الذى يعمل فيه، بالإضافة للعمل مع الأجهزة الحكومية التى تدخل فى صميم المسؤولية ومن أولوياتها؛ للاستماع إلى نبض الشعب المغربى، وما يسعى إلى تحقيقه من علاقات بين البلدين، وهواجسه حول مسار تلك العلاقات والتى تحتاج إلى شرح لتبديدها، وعدم ترك الساحة لمن يريد أن يخرب العلاقات بين الشعبين.

وأوضح السفير المصرى فى المغرب، على أن الثقافة هى أحد الروافد الأساسية التى تربط بين الشعبين المصرى والمغربى، وأنه سيعمل على تكثيف التعاون الثقافى من خلال دعم وصول الثقافة المغربية إلى مصر، ودعم الثقافة المصرية للمحافظة على مكانتها المتميزة داخل المجتمع المغربى، من خلال تنظيم عدد وافر من التظاهرات الثقافية والفنية على مدار السنة؛ مشيرًا إلى أن الثقافة المصرية كانت ولازالت حاضرة بشكل بارز فى الساحة المغربية، وان السفارة المصرية بالمغرب ستعمل بالتعاون مع الجهات المختصة فى مصر؛ على تعزيز مكانة ثقافتنا بالمملكة.

وأضاف إبراهيم، أن هناك مجموعة من الفنانين المغاربة الذى يستقرون فى مصر منذ عدة سنوات، وحققوا شهرة كبيرة، ويتطلع الجمهور المصرى إلى التعرف أكثر على كنوز الفنون المغربية الأصيلة، كما أن المغرب ينتج أفلاما جيدة منذ سنوات، وهذه الأعمال السينمائية تتطلب دعما لعرضها على المشاهد المصرى من خلال قنوات ومناسبات عديدة.

وأوضح السفير المصرى بالمغرب، أن هناك هدفا آخر يحتاج إلى تضافر الجهود لتحقيقه، وهو تهيئة الظروف لدعم التعاون التعليمى بين البلدين وتشجيع البحث العلمى؛ وزيادة عدد الطلاب المغاربة الذين يدرسون فى مصر والعكس؛ من خلال منح طلابية وتسهيل اجراءات تسجيل الطلاب معتدلة الشهادات العلمية.

وأكد ابراهيم، على أن اختيار مصر كضيف شرف للمعرض الدولى للكتاب بالدار البيضاء؛ والذى سيعقد فى شهر فبراير القادم؛ يعكس عمق العلاقات بين الدولتين، ونفس الشيء حدث السنة الماضية، حينما اختير المغرب كضيف شرف لمعرض القاهرة الدولى للكتاب؛ وذلك يؤكد على أن هناك اهتماما من جانب المسئولين فى البلدين لتطوير العلاقات الثقافية؛ مشيرًا إلى أن السفارة المصرية بالمغرب ستتعاون مع وزارة الثقافة فى مصر لإعداد برنامج ثقافى كبير؛ من خلال ندوات ومشاركة كثيفة لدور النشر المصرية وما إلى ذلك.

وعلى المستوى الاقتصادى؛ أكد السفير المصرى بالرباط، على أهمية تعزيز التكامل الاقتصادى بين البلدين؛ لزيادة حجم التبادل التجارى؛ مشيرًا إلى أن التكامل هو الخيار الافضل؛ نظرا لان البلدين فى مستوى اقتصادى متقارب، ويصدران ويستوردان تقريبا نفس المواد الأولية الضرورية لصناعة اقتصادهما؛ وقد سجلنا؛ على سبيل المثال؛ أن المغرب متقدم فى صناعة السيارات وأن عددا من الشركات “الشركات الفرنسية على وجه الخصوص”، تسعى إلى الاستثمار فى هذا القطاع بالمغرب، وبموجب “اتفاقية أكادير”، الموقعة بين البلدين؛ فإن هناك فرصة لتوظيف بعض المكونات المصرية فى صناعة السيارات بالمغرب.

ولافت إبراهيم، إلى أن مصر تعمل بجدية لتهيئة مناخ جديد للاستثمار الأجنبى والعربى على حد سواء، وحققت خطوات كبيرة فى هذا الاتجاه، ومنها الإصلاح الهيكلى للاقتصاد وإقرار قانون جديد للاستثمار وتسهيل الإجراءات الإدارية، مما سيسمح للمستثمرين، وخاصة المستثمرين المغاربة، بتوظيف رؤوس أموالهم فى الاقتصاد المصرى، مشيرًا إلى أن المستثمرين المصريين يبحثون عن فرص للاستثمار فى المغرب.

وأوضح السفير المصرى بالرباط، أن لدى البلدين فرصة لتوظيف علاقاتهما المتميزة بدول القارة الأفريقية؛ والاستفادة من مزاياهما الاقتصادية واللوجستية المتمثلة فى قناة السويس فى مصر وميناء طنجة المتوسط لتطوير وتعزيز علاقتهما الاقتصادية وتكاملها، بحيث تصبح مصر بوابة المغرب لأسواق دول شرق أفريقيا، ويصبح المغرب بوابة مصر للدخول إلى أسواق دول غرب أفريقيا؛ مشيرًا إلى أن انشاء خط بحرى بين البلدين يجب أن يكون على رأس الأولويات؛ وأن هناك مشاورات لإنشاء هذا الخط؛ وفقا للاعتبارات الاقتصادية؛ للتغلب على مشكلة التمويل؛ وإتاحة المنافسة.

وأوضح إبراهيم، أن السياحة المغربية فى اتجاه مصر تشهد منذ عدة سنوات تزايدا كبيرا، وان السفارة المصرية بالرباط تقدم كل التسهيلات الممكنة من أجل تسهيل الحصول على التأشيرة، ويتم منح المجموعات السياحية، والتى يبلغ عدد افرادها اثنين فأكثر، التأشيرة خلال 48 ساعة فقط، وهذا الإجراء سهل حصول المواطنين المغاربة على تأشيرة الدخول إلى مصر.

وشدد السفير المصرى بالمغرب، على أهمية التعاون المشترك بين المستثمرين فى القطاع السياحى من أجل إعطاء حركية لتنقل السياح بين البلدين؛ لأن السياحة من بين الملفات التى تحتاج إلى تفكير ونقاش بين ذوى الاختصاص لجعلها عنصرا أساسيا فى التنمية الاقتصادية للبلدين؛ مشيرًا إلى أن السفارة المصرية بالرباط ستعمل مع شركات السياحة للوصول إلى تبادل سياحى فى مستوى ما نطمح إليه.

وأكد السفير أشرف إبراهيم، على أن التعاون الأمنى بين البلدين “قوى جدا” ويخدم أمن وسلامة الشعبين المصرى والمغربى فى مواجهة أى تهديدات محتملة، من خلال تبادل المعلومات الخاصة بتحرك الأشخاص المعنيين بذلك، لأن خطر الإرهاب يواجهنا جميعا؛ مشيدا بالموقف المشرف للملك محمد السادس والمملكة المغربية فى دعم جهود مصر فى مواجهة الإرهاب؛ وهو ما يعبر عما يجمع البلدين من صداقة ومصير واحد.

وجدد السفير المصرى بالرباط، التأكيد على موقف مصر الثابت فى دعم الوحدة الترابية للمغرب؛ مشددًا على أن مصر كانت فى طليعة الدول التى أيدت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقى، وبذلت جهودا كبيرة من أجل عودة المغرب إلى الاتحاد، سواء قبل عقد القمة الأفريقية فى يناير2017، أو أثناء انعقاد القمة، أو أثناء الإعداد للاجتماعات على مستوى المندوبين والوزراء والرؤساء؛ مشيرًا إلى أن مصر ترى فى عودة المغرب إلى مكانة الطبيعى داخل الاسرة الإفريقية، نقطة تحول لصالح العمل الأفريقى المشترك؛ واستئنافا للدور التاريخى والرائد للمملكة فى أفريقيا؛ والدور الرائد للملك محمد السادس فى دعم العمل الأفريقى المشترك؛ وتوجيهاته المستمرة لإطلاق العديد من البرامج التنموية فى دول القارة؛ لتحسين مستوى حياة المواطن الأفريقى.

زر الذهاب إلى الأعلى