بالرغم من ارتباطه في الماضي بكبار السن، إلا أن نسبة الأطفال الذين يصابون بالسكري في زيادة مستمرة ومقلقة. فخبر إصابة طفل بالسكري من أسوأ ما يمكن لأب أو أم سماعه، فما هي الطريقة المثالية للتعامل مع المريض الصغير؟
ترجع الإصابة بالسكري من النوع الأول، لخلل في خلايا معينة ينتج عنه ضعف أو انعدام في إنتاج البنكرياس للإنسولين الضروري لنقل السكر من الدم إلى الخلايا. ونتيجة لهذا الخلل يرتفع معدل السكر في الدم ويحتاج المصاب لحقن الإنسولين طوال حياته. وتشهد السنوات الأخيرة زيادة واضحة في عدد الأطفال الذين يصابوا بهذا النوع من السكري وتثير أسباب إصابة الأطفال بهذا النوع من السكري، حيرة العلماء الذين يحاولون البحث عن السبب الذي يؤدي لمنع إفراز الإنسولين في جسم الطفل. ورغم عدم إمكانية الحديث عن أسباب حاسمة لهذا الأمر حتى الآن، إلا أن البعض يرجح وجود عوامل جينية وراء الإصابة بالنوع الأول من السكري.
ويعتزم خبراء في ألمانيا إطلاق دراسة خلال العام الجاري تهدف للوصول إلى طريقة للحيلولة دون تدمير إنتاج الإنسولين في الجسم. ومن المقرر أن تشمل الدراسة التي تعتمد على استخدام الأجسام المضادة للسكري، على مجموعة من الأطفال في المرحلة العمرية بين عامين إلى خمسة أعوام، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “نويه أوسنابروكر تسايتونغ” الألمانية.
ورغم هذه المحاولات، لا يتوقع الخبراء إيجاد حل للسكري لاسيما عند الأطفال نتيجة لصعوبة وجود طريقة لمنع جهاز المناعة من مهاجمة الخلايا المنتجة للإنسولين والتي من المقرر زراعتها لدى الخاضعين للدراسة. ومن الناحية الأخرى يؤدي تعطيل جهاز المناعة لآثار جانبية عديدة ما يجعل الحقن الدوري للمريض هو الحل الأسهل حتى الآن.
في الوقت نفسه تزيد أيضا معدلات إصابة الأطفال والمراهقين بالنوع الثاني من السكري. وعلى العكس من النوع الأول للسكري والذي مازالت أسبابه غامضة حتى الآن، يرجع الخبراء أسباب الإصابة بالنوع الثاني لعدة أمور من بينها، قلة الحركة والسمنة وتناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات. وكانت الإصابة بالنوع الثاني من السكري في الماضي، قاصرة عادة على كبار السن فقط، لكن نسبة ظهوره بين الأطفال الآن في زيادة مستمرة. وعادة ما يظهر السكري لدى الأطفال بداية من سن 12 عاما، وفقا لتقرير نشره موقع “نت دكتور” الألماني.
أعراض متنوعة
عادة ما تبدأ أعراض الإصابة بالسكري في الظهور لدى الأطفال، بعد توقف نحو 80 بالمائة من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. ويمكن للأم أو الأب ملاحظة بعض التغيرات في عادات الطفل تشير إلى الإصابة بالنوع الأول من السكري ومن بينها: كثرة التبول وأحيانا عودة الطفل للتبول في الفراش بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من المياه وضعف في التركيز وفقدان الوزن.
وعادة ما تزيد هذه الأعراض بشكل سريع لدى الطفل، على العكس من النوع الثاني من السكري والذي يتطور ببطء. وللنوع الثاني من السكري نفس أعراض النوع الأول تقريبا، غير أنه يسبب زيادة الوزن. ويجب استشارة الطبيب فور ملاحظة ظهور هذه الأعراض على الطفل لتبدأ اختبارات الدم والبول للكشف عن نسبة السكر.
ويحتاج الطفل المصاب بالسكري لعناية خاصة من حيث نوعية الطعام، إذ يجب على الأم والأب معرفة كمية الإنسولين التي يحتاجها الجسم يوميا وتحديد أنواع الطعام المناسبة لذلك علاوة على العلاج بحقن الإنسولين التي تلازم الطفل المصاب بالنوع الأول من السكري طوال حياته. أما بالنسبة للطفل المصاب بالنوع الثاني من السكري، فبجانب العلاج يجب تكثيف النشاط الحركي للطفل وتجنب الوجبات غير الصحية مع الاهتمام بتقليل وزن الطفل المصاب بالسمنة.