المعلوم أن تركيا العثمانية، والتي يتطلع أردوغان الى العودة بتركيا الى عصرها، مبتعدا عن العلمانية الأتاتوركية، عرفت تركيا العثمانية بنصب المشانق لمعارضيها وخصوصا لأولئك المعارضين في الوطن العربي ، وها هو الآن أردوغان أمامنا، يتطلع بشوق، كما توحي المؤشرات، الى حلم عثماني آخر يراوده بعد تشديد قبضته على البلاد ، وتعديل الدستور لصالحة، وهو حلم لا بالعودة الى العثمانية فحسب، بل أيضا الى زمن المشانق الذي يرفضه العالم المتحضر.
وقد لا يدرك أردوغان في الوقت الحاضر عواقب خطوة كهذه، كما لم يدرك من قبل الا متأخرا، عواقب معاداته للعديد من الدول، بل لمعظم دول العالم، كأميركا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأكراد وبعض الدول العربية، كلهم في آن واحد ، ولكنه سيدرك لاحقا خطأه ، إذا ما مضى قدما في خطواته الساعية للاستئثار بالحكم، والابتعاد عن أبسط مفاهيم الديموقراطية، مستخدما كل أساليب القمع الممكنة. ذلك أن معاداته لن تقتصر على اثارة عداء الدول الكبرى، والاتحاد الأوروبي، ودول الجوار العربي، اذ ستمتد أيضا الى الداخل التركي الذي يواجه أيضا نزاعا دمويا مع الأكراد ، وقد يواجهه الشعب في نهاية المطاف بانقلاب، بل بثورة لن يكون قادرا على اختراقها أو مجابهتها.
فالشعب التركي قد اعتاد في السنوت الأخيرة، على نسبة ولو محدودة من الديموقراطية ، ولن يتقبل بتجريده منها بشكل كامل، كما يتوق أردوغان، متطلعا لأن يكون الحاكم بأمره طوال ما تبقى له من حياة، وربما حياة أبنائه من بعده ، فقضية توريث الحكم غير مستبعدة في الذهن الأردوغاني، كما كانت متأصلة في مصر في عهد المعزول مرسي ، وفي ليبيا في زمن العقيد القذافي ، واستغل أردوغان الانقلاب الفاشل، لتشديد قبضته على البلاد، وتحقيق حلمه بتعديل دستوري ينقل البلاد الى نظام رئاسي بل وغير علماني، يمكنه من البقاء في سدة الرئاسة فترة طويلة جدا من الزمن ، فتلك هي العلة التي لا شفاء منها، والتي باتت متأصلة في حكام هذه المنطقة من العالم.
وإيماناً بدورها في توضيح الحقائق للرأي العام ، يقدم موقع “الحدث الآن” سلسله جديدة بعنوان ( عائلات النفوذ والمحسوبية ) على حلقات متتابعة ، نوضح خلالها سعى جماعه الإخوان الإرهابية الى فرض إرادتها على الشعوب بداية من مصر وصولاً لتركيا ، التي يسعى أردوغان لفرض ارادته وارادة جماعته على الشعب التركي الذي يتوق للحرية .
صهر ( زوج ابنة ) ” أردوجان ” .. بيرات البيرق
تاريخ ومحل الميلاد :
يناير 1978 – اسطنبول
النشأة وحياته العملية :
– هو رجل أعمال بارز نشأ في أسرة ثرية معروفة تعمل في مجال المال والأعمال وتمتلك مجموعة شركات (شاليك ) القابضة التي تضم عدد من الشركات التي تعمل في مجال ( الغزل والنسيج / الطاقة / الصحافة والإعلام ) ، كما تمتلك المجموعة صحيفة ( صباح ) الواسعة الانتشار والقناة التلفزيونية الإخبارية (خبر ) .
– انضم إلى حزب العدالة والتنمية الحاكم في مرحلة الشباب .
– قبل دخوله معترك السياسة ، كان يدير مجموعة شركات ( شاليك ) .
التعليم :
– درس في مدارس إسطنبول الأساسية والمتوسطة ثم درس المرحلة الثانوية في كلية الفاتح الخاصة، والتحق بجامعة إسطنبول ليدرس فيها الإدارة العامة حيث تخرج حاملاً لشهادة البكالوريوس في عام 1996، ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم المالية والمصرفية من كلية لوبين لإدارة الأعمال في جامعة نيويورك في الولايات المتحدة ، وخلال دراسته في الولايات المتحدة كان مسئولاً عن النشر في مجلة “Turk of America“.
علاقته بأردوجان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا :
– أصبح ” البيرق ” النجم الصاعد في الساحة السياسة التركية خلال فترة زمنية محدودة للغاية ، كما يُعد حالياً أحد الأشخاص الأوسع نفوذًا والأكثر تأثيراً في البلاد ، وسط توقعات بأن ” أردوجان ” يقوم بإعداده حالياً لتوريثه منصب رئيس البلاد مستقبلاً .
– يتمتع بنفوذ كبير في الحكومة التركية إلى حد وصفه أحياناً برئيس وزراء غير مُعلن .
– يصفه البعض بأنه الرجل القوي الثاني فى البلاد بعد ” أردوجان ” ، حيث يرافق أردوجان كظله في جميع تنقلاته ورحلاته وزياراته ، كما يشارك في جميع اجتماعاته .
– وفى إطار تطبيق سياسة ( تزاوج رأس المال مع السلطة ) ، فقد تزوج ” البيرق ” من ” إسراء ” ابنة ” أردوجان ” في يوليو 2004 ، وأنجب منها (3) أبناء هم محمد عاكف عام 2006 ، وأمينة ماهينور عام 2009 ، وصادق عام 2015 .
– تم تعيينه في منصب وزير الطاقة والثروة المعدنية في نوفمبر 2015 ، ويصفه البعض بأنه ( مهندس الصفقات التجارية المشبوهة مع إسرائيل ) ، حيث قام بإبرام العديد من الصفقات التجارية المشبوهة مع إسرائيل في مجال الطاقة مستغلاً نفوذه كوزير للطاقة والثروة المعدنية .
– يصفه البعض بأنه ( مهندس العلاقات مع إسرائيل ) ، حيث لعب دور كبير فى إتمام المصالحة بين ( تركيا / إسرائيل ) في عام 2016 ، حيث التقى بوزير الطاقة الإسرائيلي “يوفال شتاينتس ” .
– فاز بعضوية البرلمان كنائب عن حزب العدالة والتنمية عن دائرة إسطنبول في انتخابات يونيو 2015 .
– تم تعيينه عضواً في اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية في 12 سبتمبر 2015 .
– يزعم البعص أنه لعب دوراً مهماً في إفشال انقلاب 15 يوليو 2016 ، حيث ظهر فى بعض وسائل الإعلام ليروي تفاصيل ليلة الانقلاب، مؤكداً أنه هو من أخبر أردوجان بالانقلاب .
– في (9) يوليو 2018 قام ” أردوجان ” بتعيينه ” وزيرًا للمالية ، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة للغاية تشهدها مع ارتفاع نسبة التضخم وتدهور قيمة الليرة التركية وعجز كبير في الموازنة العامة ، حيث أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين أن قيام أردوجان بتعيين صهره وزيراً للمالية يهدف إلى السيطرة على البنك المركزي التركي والهيمنة على السياسة النقدية والمالية بشكل تام ، كما توقع عدد من الخبراء الاقتصاديين أن تنزلق تركيا أكثر باتجاه أزمة اقتصادية كبيرة ، في ظل تشديد أردوجان قبضته على عملية صنع القرار الاقتصادي .
– فى (15) يوليو 2018 أصدر ” أردوجان ” مرسوماً رئاسياً بإعادة هيكلة مجلس الشورى العسكرى الأعلى لتصبح غالبية أعضائه من المدنيين، كما أصدر قراراً بتعيين صهره وزير المالية ” بيرات البيرق ” ” عضواً فى مجلس الشورى العسكرى الأعلى .
حول اتهامه بالفساد وعلاقته بتنظيم داعش :
– نشر موقع ( ويكليكس ) وثائق تؤكد تورطه في صفقات تجارية مشبوهة مع تنظيم داعش بالعراق تتعلق بعمليات تهريب داعش للنفط العراقي إلى تركيا وبيعه بأسعار زهيدة للغاية ، حيث قام الموقع بنشر عدد من الرسائل الإلكترونية الشخصية له من عام 2000 حتى 2016، والتي تؤكد علاقته المشبوهة مع تنظيم داعش .
– حيث أظهرت عشرات الآلاف من الرسائل الإلكترونية التي نشرها موقع ويكيليكس أن صهر أردوجان دخل في علاقة مع داعش عن طريق وسطاء من شركة ( باور ترانس ) التركية التي تورطت في عمليات تهريب تنظيم داعش للنفط العراقي إلى تركيا ، وبالرغم من إصدار الحكومة التركية في 2011 قرارا يحظر استيراد النفط أو تصديره ، إلا إن شركة ( باور ترانس ) لم يسر ي عليها القرار .