آراء أخرىعاجل

سليمان جودة يكتب .. صحوا النوم!!

نشرت صحيفة المصري اليوم مقالاً للكاتب الصحفي ” سليمان جودة ” مقالاً تحت عنوان صحوا النوم!!جاء به التالي : 
أتصور.. بل أرجو.. أن تكون هذه القفزة من جانب أردوغان إلى السودان، وبهذه القوة، موضع دراسة جادة، ثم موضع مساءلة جادة أيضاً، على أكثر من مستوى من مستويات الدولة.. إن وصوله إلى هناك، على هذا النحو الهائل الذى تابعناه، يقول إن لدينا تقصيراً أخشى أن يكون فادحاً، فى حق العلاقة مع الأشقاء فى الخرطوم!.

إن هذا التحول فى العلاقة بين أنقرة والعاصمة السودانية، لا يمكن أن يحدث فى يوم وليلة، والمؤكد أن الإعداد له استغرق شهوراً تكاد تصل إلى السنوات.. فأين كنا.. وكيف حدث هذا فى غفلة منا؟!.

وإلا.. فهل نتخيل أن منح الرئيس التركى، أعلى وسام سودانى، جاء على أساس علاقة بنت يوم، أو شهر، أو بضعة أشهر.. أو حتى سنة؟!.

إذا أراد أحد بيننا أن يقنعنا بهذا، فهو قطعاً يستخف بعقولنا، وهو لا يتكلم على أى أساس يستند إلى أى منطق سليم!.

وعندما تصل استثمارات تركيا فى الأراضى السودانية إلى مليارين من الدولارات، موزعة على ٢٨٨ مشروعاً، فمن حقنا أن نسأل الذين يعنيهم الأمر فى بلدنا سؤالين اثنين: متى وصلت استثماراتهم إلى هذا الحد؟!.. وما هو حجم استثماراتنا نحن على الأرض نفسها فى المقابل؟!.. من حقنا أن نسألهم، ومن واجبهم أمام كل مواطن أن يجيبوا على السؤالين الاثنين، دون تخاذل ولا إبطاء؟!.

ولو أن الأمر توقف عند هذه الدرجة، لربما هانت الحكاية!.

وهل يخفى على أحد أن ميناء سواكن السودانى الذى يطل على البحر الأحمر، صار فى عهدة الحكومة التركية، لتتولى هى إعادة تأهيله، ثم تشغيله؟!.. ليس هذا وفقط، وإنما أصبح المواطنون الأتراك، حسب كلام أردوغان بعد لقائه مع الرئيس عمر البشير، على موعد مع الذهاب إلى سواكن، إذا أرادوا الحج أو العمرة، ومنه، سوف يذهبون بالمراكب عبر البحر إلى الأراضى المقدسة!.

ثم ماذا؟!

قال الرئيس التركى، فى أعقاب الزيارة، إن حجم التبادل التجارى بين البلدين، فى حدود ٥٠٠ مليون دولار، وإن الهدف هو رفع المبلغ، ليس إلى مليار، ولا إلى مليارين، ولا حتى إلى ثلاثة مليارات، وإنما إلى عشرة مليارات من الدولارات خلال سنوات معدودة على أصابع اليد!.

وفى هذه الأثناء، كان رئيس أركان القوات المسلحة التركية، يجتمع على هامش الزيارة، مع رئيس أركان القوات المسلحة السودانية!!

من حق السودان طبعاً أن يدعو مَنْ يشاء إلى الاستثمار الزراعى والصناعى على أرضه.. ولكن عندما يكون الذى استجاب للدعوة، على هذه الصورة، هو أردوغان الذى لا يُخفى عداءه السافر للقاهرة، فالسؤال هو: كيف.. ومتى.. وأين كنا، وقت أن كان هو يكثف وجوده هكذا على حدودنا المباشرة، كما لم يحدث من قبل؟!.

صحوا النوم.. فأردوغان على الحدود!!.

زر الذهاب إلى الأعلى