بينما لم يفق العالم من صدمة الإعلان المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا حتى فجر مفاجأة جديدة بفارق زمني يوم بأن وزير دفاعه جيمس ماتيس الذي اشتهر بـ”الكلب المجنون” نظرا لصرامته سيتقاعد في نهاية فبراير المقبل، وأكد ترامب أنه سيعلن قريبًا عن اسم وزير الدفاع الجديد الذي سيخلف ماتيس، معبرًا عن شكره له.
ونشر ترامب تغريدة أعلن فيها أن وزير دفاعه: “خلال مدة خدمة جيمس تم تحقيق تقدم رائع، خاصة بالنسبة إلى شراء معدات قتالية جديدة”، وأضاف “الجنرال ماتيس ساعدني كثيرا في جعل حلفاء ودول أخرى يدفعون حصصهم المتوجبة عليها عسكريا. سوف تتم تسمية وزير دفاع جديد خلال وقت قصير، أتقدم بجزيل الشكر إلى جيمس للخدمات التي قدمها”.
وبالتزامن مع إعلان ترامب عن رحيل ماتيس، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بنفسه تنحيه عن منصبه، كاشفا عن رسالة بعث بها إلى ترامب قال خلالها إن “نظرته إلى العالم التي تميل إلى التحالفات التقليدية والتصدي للجهات الخبيثة تتعارض مع وجهات نظر الرئيس”، وأضاف ماتيس “لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك حول هذه القضايا وغيرها، أعتقد أنه من الصواب بالنسبة إلي أن أتنحى عن منصبي”.
وكان ماتيس نفى في سبتمبر الماضي، بشكل قاطع التقارير التي تشير إلى أنه قد يغادر إدارة ترامب في الشهور المقبلة، قائلا: “لن أتعامل معها بجدية على الإطلاق”، وقال ماتيس للصحفيين: “هذه هي طريقة سير الأمور هنا… تعاملوا مع الأمر بروح من الدعابة”.
وتصادم الرجلان في السابق حول قضايا مهمة مثل الاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحب منه ترامب في مايو، بينما دافع ماتيس عن أجزاء منه، وكان ماتيس أيضا ضد إنشاء فرع جديد مستقل في المؤسسة العسكرية الأمريكية تحت اسم “القوة الفضائية”، لكن ترامب أصر عليها.
ولكن قرار سحب القوات الأمريكية كان توبيخا لماتيس، بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، حيث أن ماتيس أكد أن مهمة مكافحة الإرهاب في سوريا لم تنته، وأن الوجود الأمريكي رغم صغره ينبغي أن يظل، وأنه حاول أن يشرح لترامب أنه سيكون هناك المزيد من الفوضى في المنطقة ومشكلات مستقبلية للولايات المتحدة في حال رحيل القوات، لكن ترامب لم يأخذ بنصيحة وزير دفاعه.
ولفتت الصحيفة إلى أن ماتيس، الذى كان يعتبر من قبل من المستشارين الأقوى نفوذا لدى ترامب، لم يشترك في الأشهر الأخيرة في قرارات رئيسية مع مواصلة الرئيس لأجندته الخاصة المتعلقة بالأمن القومي.
ولفت مسؤول رفيع في البنتاجون إلى إن استقالة وزير الدفاع جاءت بسبب تباين كبير مع قناعات ترامب.
وأضاف أن أبرز الأسباب التي دفعت ماتيس للاستقالة هي سحب القوات الأمريكية من سوريا، واتجاه قريب لخفض عديد القوات في أفغانستان، وإرسال قوات أمريكية إلى الحدود مع المكسيك، وتعيين رئيس لهيئة أركان القوات المسلحة في وقت مبكر وقبل نحو عام من انتهاء رئاسة الجنرال الحالي جو دنفورد.
وأضاف المسؤول أن هناك أسبابا أخري وهي تعليق المناورات العسكرية في كوريا الجنوبية وبحر اليابان من دون استشارة قادة الأركان، والخروج من اتفاق “خطة العمل المشتركة” المعروفة باتفاق إيران النووي، وإلغاء قانون خدمة المتحولين جنسيا في صفوف القوات المسلحة الأمريكية.