رياضة عربية ودولية

سيناريوهات مصرية للفوز على مغرب رينارد

في التاسعة مساءً  ستنطلاق صافرة إيريك كاستان حكم مواجهة مصر والمغرب في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية بالجابون ، ومن المنتظر أن تكون المواجهة بين هيكتور كوبر المدير لفني للفراعنة ونظيره إيرفي رينارد بنفس إثارة مواجهة لاعبي الفريقين على استاد بورت جينتل.

كيف يمكن للأرجنتيني المخضرم أن يتغلب على الفرنسي الشاب؟

قبل البدء في الحديث عن المنتخب المغربي، عليك أولا أن تعلم أن أسود الأطلس لم يقدموا أداء دفاعيا سوى في مواجهة كوت ديفوار الأخيرة فقط، أما في المواجهتين الاولى والثانية في دور المجموعات كان الفريق متسيدا اللقاء استحواذا وتصويبا وإرسالا للكرات العرضية.

رينار يعتمد على طريقة لعب 3-4-3، وفي الشكل الدفاعي تتحول إلى 5-4-1.

وعند امتلاك الكرة يصبح هيكل الفريق هجوميا 3-2-4-1.

وكذلك تتحول الخطة أحيانا إلى 3-2-5 بخماسي هجومي عند تقدم الجناحين المدافعين بجوار ثلاثي الهجوم بهذا الشكل .

هذا التمركز الهجومي يقدم ميزتين للمغرب: كثافة عددية في عمق وسط الملعب بثنائي الارتكاز وثنائي الوسط المهاجم، وتواجد دائم للجناحين المدافعين حمزة منديل ونبيل درار في الشق الهجومي.

الكرات الثابتة على طريقة رينار

أخطر أسلحة أسود الأطلس على المنتخب المصري 

هي الكرات الثابتة والتي يعتمد خلالها الفريق على جملتين تكررتا في مباريات دور المجموعات الثلاث وبالفعل نجح في التسجيل من خلالهما.

لاحظ هنا في الركلات الركنية تمركز ثنائي داخل منطقة الست ياردات وثلاثي على نقطة الجزاء، ثم يقوم الثنائي في الداخل بالخروج في اتجاه عكسي الأول للزاوية القريبة لخطف الكرة والآخر للبعيدة.

أسفرت هذه الخطة عن الهدف الأول ضد توجو

الجملة الثانية في الركلات الحرة حول منطقة الجزاء، حيث يطلب رينار من مهاجمه التمركز متسللا فيتركه دفاع الخصم حتى لا تتم تغطية التسلل، وقبل التنفيذ يعود اللاعب سريعا إلى الزاوية البعيدة ليصبح بدون رقابة تماما.

الهجوم من الطرف

في طريقة لعب 3-4-3 تلك لا يوجد ظهير بل هناك لاعب جناح مدافع، درار على اليمين ومنديل على اليسار، فيكون لاعب الطرف أقرب دوما للحالة الهجومية ويقوم بعمل الـoverlapping بشكل مميز ويخترق جبهات الخصم مع تواجد كثافة هجومية للفريق في منطقة جزائه، في ظل تأخر الجناح المهاجم للخصم في الارتداد مع جناح يتواجد خلفه (تذكر تلك الكلمات).

التمريرات القطرية

عند امتلاك الكرة وبناء الهجمة من الخلف يعتمد المنتخب المغربي على ثلاثي دفاعي بشكل عرضي ينفذ تمريرات قطرية عكسية من قلب الدفاع الأيسر للأيمن أحيانا أو للجناح المدافع الأيمن أحيانا أخرى والعكس من الجهة اليمنى لليسرى.

لاحظ تمريرات رومان سايس قلب الدفاع الأيسر القطرية

وتمريرات مهدي بن عطية قلب الدفاع الأيمن القطرية

وهذا مثال للتوضيح، في تلك الحالة مرر سايس الكرة لبن عطية على الجهة الأخرى، فتسلمها وتقدم وأصبح أمامه أكثر من خيار للتمرير.

التحولات الهجومية لتنفيذ المرتدات السريعة

المنتخب المغربي قوي جدا على الجانب البدني حتى الآن في المسابقة حيث ينتهج في أغلب فترات اللقاء أسلوب ضغط متقدم على دفاعات الخصم بشكل رهيب يصل أحيانا إلى الضغط بسبعة لاعبين من منتصف ملعب الخصم.

وبالفعل جنى الفريق ثمار هذا الضغط في مباراة كوت ديفوار حيث أحرز هدف الفوز الوحيد نتيجة الضغط العالي بهذه الطريقة.

وبعد استخلاص الكرة يقوم لاعب الوسط المهاجم الأيسر يوسف النصيري بالتحول الهجومي السريع لتنفيذ المرتدة وهو ما تسبب في هدفه الثالث في توجو أيضا.

ثغرات مغربية

مع الاعتماد على ثنائية في وسط الملعب فقط وفي ظل تطبيق أسلوب ضغط عالي أو حتى متوسط تظهر خلف الثنائي مساحات كبيرة وهو ما حاول خصوم المغرب في المواجهات الثلاث السابقة.

وهنا تكرر في حالتين نفس الاختراق والتحرك ذاته من الجناح المدافع الأيمن درار لعمق الملعب للتغطية خلف ثنائي الارتكاز فيتم التمرير في المساحة خلفه على الجهة اليمنى وتتشكل خطورة كبيرة.

هنا أمام كوت ديفوار

رينار لاحظ الأزمة وحاول تأخير كريم الأحمدي قليلا ولكنه لم ينجح وحده أيضا في معالجة الثغرة.

السيناريوهات الأنسب لمواجهة المغرب

في ظل هذا الأسلوب لمنتخب المغرب إذا لم تمتلك على الأطراف ثنائي جناح وسط، مثل محمود حسن “تريزيجيه”، وليس جناح مهاجم، مثل محمد صلاح 

 

ستواجه زيادة أطراف الخصم الهجومية على ظهيرك وفي ظل دخول لاعبي وسطه الهجومي، خاصة فيصل فجر، إلى عمق الملعب، سيضطر النني وحامد على البقاء في العمق وليس التغطية مع الظهير.

إذا المشكلة الأولى هي تغيير مركز صلاح واللعب بـ4-4-2 بتواجد رمضان صبحي 

جناح وسط أيسر وتريزيجيه أيمن، وإن استمر بقاء رمضان على مقاعد البدلاء فالحل هو أحمد المحمدي يمينا وتريزيجيه يسارا، وفي الهجوم صلاح ومحمود عبد المنعم “كهربا” متمركزان بشكل عرضي لاستغلال المساحات خلف أجنحة الخصم الدفاعية المتقدمة دائما.

وإن كنت لا تريد التضحية بعبد الله السعيد فعليك باختيار الحل الأسهل للجميع وهو تغيير طريقة لعبك تماما ومواجهة المغرب بنفس السلاح 3-4-1-2، بتواجد أحمد فتحي 

وعلي جبر وأحمد حجازي في عمق الدفاع ثم النني وحامد ثم المحمدي يمينا وتريزيجيه يسارا ثم السعيد خلف الثنائي صلاح وكهربا.

أما إن كان قرارك هو الاستمرار بنفس الطريقة والتشكيل فستكون مجازفة كبيرة فالأمر ليس مثل مواجهة غانا، هنا صلاح سيحتاج للارتداد إلى حدود منطقة جزاءه في كل حالة يتقدم فيها منديل للهجوم.

بالطبع هي مواجهة بين مديرين فنيين قديرين قبل أي شئ آخر ومن المتوقع أن نرى مفاجآت من كليهما، كوبر يريد التكيف لمواجهة أسلوب لعب لم يواجهه من قبل -تقريبا- ورينار يحاول مواجهة خصم قوي دفاعيا ويجيد استغلال المساحات في المرتدات.

 
زر الذهاب إلى الأعلى