تحقيقات و تقاريرعاجل

س و ج .. كل ما تريد معرفته عن “أبى أحمد” رئيس وزراء إثيوبيا الجديد

منذ استقالة رئيس الوزراء الإثيوبى السابق هايلى مريم ديسالين، يجرى الائتلاف الحاكم اجتماعات متواصلة، لاختيار خليفة له، ولإحالة اسم المرشح الذى سيكون – وجوبًا من أحزاب الائتلاف – للبرلمان للمصادقة على التعيين.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية التى تديرها الدولة أن الائتلاف الحاكم اختار أبى أحمد رئيسا جديدا للوزراء اليوم الثلاثاء فى أعقاب استقالة هايلى مريم ديسالين الشهر الماضى.

وقالت الهيئة فى إعلان إن الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية التى تتألف من 180 عضوا اختارت أبى لخلافة هايلى مريم فى رئاسة الائتلاف، وهو ما يعنى أنه أصبح تلقائيا رئيسا للوزراء.

ونقدم لكم أبرز المعلومات عن “أبى أحمد” رئيس وزراء إثيوبيا الجديد..

س: من هو أبى أحمد؟

ولد “أبى أحمد “، فى منطقة أغارو، بمدينة جيما بإقليم “الأورومو”، والتحق بالنضال المسلح وهو صغير عام 1990 مع رفاقه فى “الجبهة الديمقراطية لشعب الأورومو”، إحدى جبهات الائتلاف ضد حكم نظام “منجستو هايلى ماريام” العسكرى (1974 – 1991)، حتى سقط حكم الأخير بعد دخول الائتلاف إلى أديس أبابا.

س: ماذا عن تجربته العسكرية ؟

بعد أن قضى بداية تجربته فى الحياة بالميدان مع رفاقه فى النضال المسلح حتى سقوط نظام منجستو، التحق رسميًا بقوات الدفاع الوطنى الإثيوبية (الجيش) عام 1991، فى وحدة المخابرات والاتصالات العسكرية، وتدرج بها حتى وصل رتبة عقيد عام 2007.

وفى عام 1995، أرسل “أبى أحمد”، ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى رواندا عقب الإبادة الجماعية التى شهدتها.

وإبان الحرب الإثيوبية الإرتيرية 1998- 2000 ، قاد “أبى أحمد”، فريقًا استخباراتيًا لاكتشاف مواقع الجيش الإرتيرى فى الجبهات الأمامية للقتال.

وضمن جهوده لتطوير شبكة المعلومات ببلاده، أسس الرجل وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية (إنسا) فى العام 2007 ، وكان المدير العام للوكالة حتى العام 2010.

وبلا شك أن هذه التجربة العسكرية خاصة فى مجال الاستخبارات والمعلومات ستمثل أحد نقاط قوة الرجل داخل المؤسسة العسكرية، التى تتولى الآن عملية الطوارئ فى البلاد.

وكان نبوغه فى العمل الاستخبارى وجمع المعلومات وتحليلها، كما يقول متابعوه، سببًا فى التحاقه بجهاز المخابرات بقوات الدفاع الإثيوبية (الجيش).

س: ماذا عن مشواره الأكاديمى والتعليمى؟

لم يركن “أبى أحمد” وهو أب لثلاث بنات، إلى تجربته العسكرية بوحدة الاستخبارات والمعلومات العسكرية التى مثل فيها إحدى الإضافات فى مجاله، وإنما ألحقها بمؤهلات دراسية وأكاديمية، ليحصل على درجة البكالوريوس فى هندسة الكمبيوتر من كلية “ميكرولينك لتكنولوجيا المعلومات” بأديس أبابا 2001.

ومن ثم على دبلوم الدراسات العليا المتقدمة فى تطبيقات التشفير 2005، من جامعة “بريتوريا”، بجنوب أفريقيا، ثم الماجستير فى إدارة التغيير والتحول من جامعة غرينتش، بلندن 2011.

ليضيف إليها درجة الماجستير فى إدارة الأعمال 2013، ومن ثم نيله درجة الدكتوراه بالتخصص نفسه فى 2017، من معهد دراسات السلام والأمن بجامعة أديس أبابا.

وشغل الرجل منصب رئيس مجلس إدارة جامعة “جيما” بإقليم أوروميا، فضلًا عن رئاسة “بنك أوروميا للتمويل الأصغر”، وشبكة “أوروميا” للإذاعة.

كما عمل أيضًا عضوًا فى مجلس إدارة العديد من الوكالات الحكومية العاملة فى مجال الإعلام والاتصالات، مثل: “إيثيو تليكوم” وهى شبكة الاتصالات القومية بإثيوبيا، والتليفزيون الإثيوبى، قبل أن يتركها جميعًا.

س: كيف بدأ عمله السياسى؟

لم يغب “أبى أحمد” عن الساحة السياسة، رغم تجوله ما بين المؤسسة العسكرية وتطوير إمكاناته العلمية والأكاديمية، ففى عام 2010، غادر وكالة أمن شبكة المعلومات الإثيوبية (إنسا) ليتفرغ للسياسة بصورة رسمية ومباشرة، كما أن المهام الأخرى التى تولاها كان يمارس السياسة بجوارها.

وبدأ “أبى أحمد” عمله السياسى التنظيمى عضوًا فى “الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو”، وتدرج إلى أن أصبح عضوًا فى اللجنة المركزية للحزب، وعضوًا فى اللجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم فى الفترة ما بين 2010 – 2012.

وانتخب عضوًا بالبرلمان الإثيوبى عن دائرته “أغارو” بمنطقة جيما فى إقليم “الأورومو” فى 2010، وخلال فترة خدمته البرلمانية، شهدت منطقة جيما بضع مواجهات دينية بين المسلمين والمسيحيين، وتحول بعضها إلى عنف، وأسفرت عن خسائر فى الأرواح والممتلكات.

ولعب “أبى أحمد ” دورًا محوريًا بالتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية ورجال الدين، فى إخماد الفتنة الناجمة عن تلك الأحداث وتحقيق مصالحة تاريخية فى المنطقة.

فى عام 2015 أعيد انتخابه فى مجلس نواب الشعب الإثيوبى (البرلمان)، كما انتخب عضوًا فى اللجنة التنفيذية لـ”الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو”.

وفى الفترة من 2016 إلى 2017 تولى “أبى أحمد” وزارة العلوم والتكنولوجيا بالحكومة الفيدرالية، قبل أن يترك المنصب ويتولى منصب مسؤول مكتب التنمية والتخطيط العمرانى بإقليم أوروميا ثم نائب رئيس إقليم أوروميا نهاية 2016، وترك الرجل كل هذه المناصب لتولى رئاسة الحزب.

زر الذهاب إلى الأعلى