أعراض عادية شعر بها، ارتفاع فى درجات الحرارة وشعور دائم بالإرهاق، قبل سنة كانت حياة مصعب الربيعى مثالية حتى باغته المرض الخبيث فى الغدد الليمفاوية من الرقبة وحتى الحوض، صدمة أوقفت حياته، وحسب قوله: «لم تعد هناك قيمة أو طعم لأى شىء».
البداية كانت صعبة، يصف الشاب العراقى حالته بأنه دخل فى كهف مظلم وأصبح وحيداً بعد أن أجرى الفحوصات الروتينية للمرض فى أحد مستشفيات العراق، وبدأ فى تناول العلاج الكيماوى لمدة 7 أشهر بواقع 12 جرعة، لكن تلك الجرعات لم تشفه، رغم تأكيد الأطباء عودته للمنزل سليماً معافى بعد أخذ العلاج.
فكر «مصعب» فى طرق علاج جديدة وغير متعارف عليها، قرر البدء فى «تجويع الخلايا السرطانية»، تجربة جديدة لم يستخدمها أحد فى العراق من قبل: «أنا ميت فى كل الأحوال، لذا قررت دخول تلك الحرب»، خاصة بعد أن قرأ تقارير تفيد بشفاء من استخدموا هذا العلاج، ورغم اعتراض بعض أقاربه وأصدقائه وأطبائه على الامتناع عن جرعات الكيماوى، لكنه صمم، بتشجيع والده، ثم زوجته ووالدته و3 من أصدقائه.
تجويع الخلايا السرطانية، وفقاً لـ«مصعب»، يكون عن طريق منع الأكل الذى تتغذى عليه الخلية السرطانية، وهو السكريات والبروتينات، منع أكل الفواكه التى تحتوى على سكر، ومنع العصائر وأى حلويات مصنعة أو طعام معلب واللحوم الحمراء والدجاج، ظل يقتات على الخضر الطازجة من السوق، ويقسمها على يومه ليتناولها على 4 أو 5 وجبات، وأحياناً يدخل المكسرات على نظامه الغذائى، ففقد ما يزيد على 15 كيلوجراماً فى 3 أشهر، شعر فى الوقت نفسه بالنشاط وأن جسده نظيف، وتحاليل الدم الخاصة به كانت مثالية، وبعد 4 أشهر سافر ألمانيا ليجرى فحصاً على السرطان، فوجد كأنه اختفى، وبالقياس على 10 وحدات كانت فى جسده من السرطان فإن ما تبقى كان نصف وحدة فقط، نصحوه بعملية احترازية وجرعة كيماوى لكنه رفض واستكمل علاجه الغذائى.
بعد الشفاء، أصبح نظام «مصعب» الغذائى طبيعياً، مع أكل كميات أقل من الأطعمة التى يتغذى عليها السرطان: «الخلية السرطانية عدوانية وكثيرة التكاثر، فقررت أن أمنع عنها الغذاء الذى يمثل السكر 80% منه والدهون المشبعة والبروتينات 20%».