ثقافة

شادي عبدالسلام يكتب: إخناتون.. حلم لم يكتمل

في مجلة الكواكب عام 1985 نشر مصمم الديكور شادى عبد السلام، الذي وصفه النقاد بالعبقرى الراهب مقالا أعادت المجلة نشره في 2015 قال فيه:

جاءتنى الشجاعة يوما وطرقت بيت المخرج صلاح أبو سيف عام 1957 وكان جارا في الزمالك وقلت له أريد أن أعمل في السينما، رحب بى وأصبحت ظلا له في الاستوديو يوميا، وأثناء تصوير فيلم “الفتوة” كنت شبه متفرج فقط الوقت الذي تستغرقه كل لقطة.

ثم عملت معه مهندس ديكور فى أفلام “الوسادة الخالية”، “الطريق المسدود” و”أنا حرة” وعملت بعدها مع بركات ثم حلمى حليم، وفى عام 1961 عملت في ديكور “صلاح الدين الأيوبى” وكان يخرجه عز الدين ذو الفقار وتوقف العمل بموته، فعملت في فيلم “وإسلاماه” مع المخرج الأمريكى آندرو مارتن.

جاءت بعد ذلك ديكورات أفلام (كليوباترا، شفيقة القبطية، الخطايا، ألمظ وعبده الحامولى، أمير الدهاء، رابعة العدوية، بين القصرين، أميرة العرب) وأغلبها ذات ديكورات تاريخية.

في عام 1967 عملت مع المخرج العالمى “روسيللينى” في فيلم عن الحضارة، وأعجبنى فيه بساطة التفكير السينمائى ويرجع إليه الفضل في رغبتى الانتقال إلى الإخراج، وقتها كتبت فيلم “المومياء” وعرضت السيناريو على روسيللينى الذي عرضه على الوزير ثروت عكاشة فأعجب به ودخل السيناريو في مشاريع مؤسسة السينما.

وفى عام 1983 جاءت فكرة “إخناتون” ولأنى من مواليد المنيا فلهذه المنطقة تأثير كبير على، وكنت أقرأ عن تل العمارنة ومن هنا جاء التفكير في قصة إخناتون، وإخناتون شخص له وجهة نظر محددة وعنده حلم قوى ولكنه لم يكن يصلح ليكون حاكما فهو لم يملك الدهاء والخبث في إدراك الأمور.

كان إخناتون يملك سمات الفيلسوف وكان أهم مظهر في شخصيته القوة والثقة بالنفس، والفيلم عندى منظوره ليس إخناتون كشخص ولكن من منظور العهد السابق عليه والعهد التالى له.

الفيلم أصبح جاهزا، سأبدأ وسأعلم الممثلين حركات وأنغام من عاشوا منذ 3 آلاف سنة قبل التصوير، الممثلون ليسوا محترفين، وقد قابلت من سيقوم بدور إخناتون وأنا أسير في شوارع القاهرة.

في عام 1985 أجري الأطباء لى عملية جراحية لاستئصال ورم لكنى طردت أفكار المرض بعد أن تحسنت صحتى فأنا جاهز 100% لإخناتون.

لكن القدر لم يمهل شادى عبد السلام لتحقيق حلمه فتوفى في 8 أكتوبر 1986.

زر الذهاب إلى الأعلى