استقبل سامح شكرى وزير الخارجية ظهر اليوم الخميس، ستيف بلوك وزير خارجية هولندا، الذى يقوم بزيارة إلى مصر حاليا.
وأوضح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن شكرى استهل المباحثات بتقديم التهنئة للوزير الهولندى على توليه منصبه فى مارس 2018، مشيرا إلى العلاقات المتشعبة والممتدة بين البلدين والتى تعود بدايتها إلى عشرينيات القرن الماضى، مؤكدا على أهمية الارتقاء بها من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة والتشاور والتنسيق ثنائيا وإقليميا.
كما رحب الوزيران بعقد الجولة الثالثة من المشاورات السياسية على مستوى كبار المسئولين فى القاهرة خلال يونيو 2018 باعتبارها فرصة مناسبة لمراجعة مختلف أوجه التعاون الثنائى وتوسيع نطاقه ومناقشة الشواغل المتبادلة بين الجانبين.
وأضاف أبو زيد أن وزير الخارجية، أكد خلال اللقاء على تطلع مصر لتطوير التعاون فى المجالات الاقتصادية مع هولندا، حيث بلغت قيمة التبادل التجارى بين البلدين فى عام 2017 نحو 1.6 مليار يورو، كما تأتى هولندا فى المرتبة الخامسة فى قائمة الدول الأجنبية المستثمرة بمصر، باستثمارات تتجاوز 4.5 مليار دولار فى 567 مشروعا فى القطاعات المختلفة، مع الإشادة بأداء الشركات الهولندية العاملة فى مصر.
واستعرض وزير الخارجية فى هذا الصدد التحسن الكبير فى مؤشرات أداء الاقتصاد المصرى وما يحظى به من إشادة كبيرة من مؤسسات التصنيف والتمويل الدولية، بالإضافة إلى مختلف جوانب برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى وما يتم تحقيقه من إنجازات على هذا المسار، مقدما الدعوة إلى الشركات الهولندية للاستفادة من التسهيلات التى تقدمها مصر للاستثمار فى المشروعات القومية العملاقة، خاصة المنطقة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس، مع التطلع للاستفادة من الخبرة الهولندية المتميزة فى إدارة الموانئ وتقديم الخدمات اللوجستية.
وأردف أبو زيد، أن الوزير شكرى أعرب من ناحية أخرى عن تطلع مصر لأن يتفهم الشركاء الأوروبيون طبيعة التحديات الأمنية والاقتصادية التى تواجهها البلاد داخليا فى ظل مواجهة الإرهاب فى سيناء وضبط الحدود الممتدة مع ليبيا، فضلا عن حالة الفوضى وانهيار مؤسسات الدولة فى عدد من دول المنطقة، وما تبذله الحكومة المصرية من جهود حثيثة للحفاظ على كيان الدولة الوطنية كركيزة للاستقرار فى المنطقة والحيلولة دون انتشار وتمدد الجماعات الإرهابية.
من جانبه، أعرب وزير خارجية هولندا عن سعادته بتنامى التعاون بين مصر وهولندا فى كثير من المجالات، وامتنانه لأول زيارة يقوم بها إلى مصر عقب توليه المنصب، مشيرا إلى أن هولندا تثمن عاليا مكانة مصر الإقليمية والدولية ودورها المؤثر والفعال فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وفى هذا الصدد، اهتم الوزير الهولندى بالاستماع لتقييم وزير الخارجية للأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، وكذلك فيما يتعلق بالتطورات فى سوريا وليبيا، لافتا إلى أن بلاده تنظر لمصر باعتبارها حجر زاوية فى الإطار الإقليمى، فضلا عن كونها من الشركاء المهمين فى مجالات الاستثمار والتجارة وإدارة المياه والزراعة ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى النقل والطاقة والبنية التحتية.
وأضاف أبو زيد، بأن المباحثات تناولت أيضا علاقات مصر مع الاتحاد الأوروبى، وتقييم الجهود الدولية فى مجال مكافحة الإرهاب، حيث حرص وزير الخارجية على نقل مختلف عناصر الرؤية المصرية فى هذا الإطار، مؤكدا على أن مصر ستستمر فى جهودها لاقتلاع كامل جذور الإرهاب من أراضيها، وستستمر فى التنسيق والتعاون مع أصدقائها على مستوى العالم نحو تحقيق هذا الهدف الجماعى.