أكدت وكالة الأنباء الصينية الرسمية “شينخوا”، اليوم الاثنين، مواصلة بكين دعم مصر في الجهود الرامية إلى التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة المواطن المصري، وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الصيني، شي جين بينج، أكد هذا الموقف خلال محادثات عقدها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتابعت الوكالة: “ولا يخفى على أحد أن مصر اتخذت العديد من الإجراءات العملية في إطار مساعيها الهادفة إلى تعزيز أداء الاقتصاد وتحسين معيشة الشعب وهو ما أحرز تقدما مرموقا خلال الأعوام المنقضية، إلا أنها لا تزال تواجه بعض التحديات جراء الظروف المحلية والإقليمية والدولية المتشابكة”. ولفتت إلى أن مصر تعتزم تقوية التعاون مع مختلف دول العالم، خاصة الصين، حيث يعد التعاون الصيني المصري نموذجا لتحقيق الفوز المشترك والارتقاء بمستوى المعيشة.
وأئارت الوكالة الصينية إلى حضور الرئيسان شي والسيسي مراسم تدشين المرحلة الثانية لمنطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري يوم 21 يناير 2016، وهو ما جسد أهمية هذا المشروع بشأن تعميق التعاون الثنائي.
ونقلت الوكالة عن وي جيان تشينج نائب مدير عام شركة تيدا للاستثمار الصيني الافريقي، التي أسستها شركة تيانجين تيدا الصينية وصندوق التنمية الصيني الافريقي في 2008 وتضطلع بتطوير منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري، قوله إن المنطقة قد غدت منصة هامة لتعزيز الطاقة الإنتاجية للبلدين حيث أثمرت العديد من المنافع المتبادلة لهما.
وأضاف وي أن المنطقة ساهمت في تصدير منتجات صينية إلى مصر بقيمة تزيد على 83 مليون دولار أمريكي في 2017 بينما ساعدت في تصدير منتجات مصرية إلى الخارج بقيمة 260 مليون دولار أمريكي، مشيرا إلى أن المنطقة حتى نهاية 2017 كانت تحتضن 68 مؤسسة باستثمار فعلي بلغ مليار دولار أمريكي.
وقال وي جيان تشينغ إن هذه المنطقة نجحت في إعداد عدد من الفنيين والإداريين الأكفاء لصالح الشركات المصرية، متوقعا أن تستقطب المنطقة بعد اكتمال بنائها زهاء 180 مؤسسة علاوة على استثمارات بقيمة نحو ملياري دولار أمريكي، فيما ستصل قيمة المبيعات إلى نحو 10 مليارات دولار، لاسيما وأنها ستخلق 40 ألف فرصة عمل جديدة.
وقالت الوكالة إنه في حين يجري على قدم وساق بناء منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري، يتمتع التعاون الثنائي بزخم متعاظم في إطار مبادرة الحزام والطريق، إذ جدد شي والرئيس السيسي النية المشتركة بشأن بناء الحزام والطريق خلال محادثاتهما الأخيرة.
وشدد الرئيس الصيني على أن بلاده تنظر إلى مصر باعتبارها شريكا هاما على المدى الطويل للتعاون في بناء الحزام والطريق، معربا عن استعداد الصين للربط بين المبادرة ورؤية مصر 2030 ومشروع تنمية ممر قناة السويس، بغية تعزيز التعاون البراجماتي بين البلدين.
وأكدت الوكالة أن الرئيس السيسي أعرب عن دعمه للمبادرة وقال إن مصر باعتبارها من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق، تؤمن بقوة بأن المبادرة ستخلق فرصا ضخمة للتعاون المصري الصيني، فضلا عن التعاون على الصعيدين الدولي والإقليمي، مؤكدا أن مصر ستواصل دعم مبادرة الحزام والطريق والمشاركة فيها.
وأعرب رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال لقائه بالرئيس السيسي، أمس، عن استعداد الصين لتشجيع شركاتها على الاستثمار في مصر والمشاركة في دعم القدرة الصناعية والتجارية عبر المنطقة الصناعية بمحور قناة السويس سعيا لخلق أسواق أوسع وتحقيق منافع أكبر للجانبين، بينما أعرب عن أمله في أن تستطيع مصر توفير سياسات تفضيلية فيما يتعلق بالضرائب والجوانب الأخرى.
ورحب الرئيس السيسي بزيادة استثمار الشركات الصينية في مصر، داعيا إلى بذل جهود للاستفادة المثلى من المزايا التي تتمتع بها مصر من ناحية موقعها الجغرافي والمنطقة الصناعية بمحور قناة السويس من أجل الاستكشاف المشترك لأسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وأكدت الوكالة الصينية أن الرئيسين المصري والصيني رسما خارطة طريق أوسع نطاقا وأكثر إشراقا للتعاون الثنائي في إطار الحزام والطريق، ما سيجني فوائد أكبر لشركات البلدين وشعبيهما.