رحبت صحف الإمارت بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لأبوظبي، وأفردت الصحف الإماراتية مساحات كبيرة لزيارة الرئيس السيسي.
وقالت صحيفة “الخليج” -في تقرير مطول لها- إن مصر والإمارات نموذج لعلاقات راسخة بين دولتين شقيقتين.
وتابعت: “كانت علاقات دولة الإمارات ومصر باستمرار علاقات مميزة واستثنائية، تنطلق من مبادئ تمتد جذورها عميقًا في بُعديها القومي والوطني، وتستلهم في مسيرتها كل معاني الأخوة والتقدير والاحترام المتبادل”.
مصر والإمارات نموذج لعلاقات راسخة بين دولتين شقيقتين، كانتا وما زالتا تؤكدان بالممارسة، فعل إيمان بأهمية العمل المشترك والتضامن كرافعة لمواجهة كل التحديات ومجابهة كل المخاطر التي تواجه المنطقة العربية، كالعدوان “الإسرائيلي” المتواصل بشتى الأشكال، والإرهاب الذي يلبس لباس الدين، والتدخل الخارجي بشئون الدول العربية.
وتأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الإمارات من منطلق استمرار التواصل بين البلدين والوقوف على آخر المستجدات في المنطقة، وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الخطيرة وغير المسبوقة التي تواجهها المنطقة والدول العربية.
إن نتائج اجتماع الرئيس السيسي مع نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تؤكد من جديد ثبات ورسوخ العلاقات الثنائية بين البلدين، والاتفاق على أن الهمّ واحد، والمصير واحد، والتحديات واحدة، والمجابهة واحدة، لذلك يأخذ التنسيق بين البلدين مداه في مختلف المجالات من منطلق حماية الأمن القومي العربي، وضرورة قطع دابر التطرف والإرهاب، ومواجهة أي تلاعب خارجي بالمنطقة، قد يهدد أمنها واستقرارها، باعتبار أن أمن منطقة الخليج جزء من أمن مصر، والعكس صحيح، وهذا ما أكدته الإمارات خلال اجتماع الأمس بالدعم “الثابت والراسخ للشقيقة الكبرى مصر؛ لأن أمنها واستقرارها من أمن كل العرب واستقرارهم”، كما جددت تضامنها مع مصر”في حربها على الإرهاب، والثقة في قدرتها على مواجهته، ومواصلة مسيرتها التنموية ورؤيتها الهادفة إلى تحقيق تقدّم ورفاهية شعبها”.
وامتدادًا للعلاقات الثنائية، كان لا بد للجانبين من الإطلالة على الأوضاع العربية الراهنة، نظرًا لارتباطها وتداخلها مع الوضع العربي ككل، فقد تم تأكيد وحدة وسيادة الدول التي تواجه الأزمات، وصون مقدرات شعوبها، وتمكين مؤسساتها الوطنية من الاضطلاع بمسئولياتها في حفظ الأمن والاستقرار ودعم التنمية والبناء والتطور فيها، وضرورة تعزيز جهود العمل العربي المشترك، بما يحقق مصالح الشعوب العربية ومواجهة مساعي التدخل في شئونها الداخلية التي تستهدف أمنها واستقرارها.
وهكذا، تأتي زيارة الرئيس السيسي إلى دولة الإمارات في إطار علاقات استراتيجية ثابتة بين بلدين، يشكلان نموذجًا للعلاقات العربية القائمة على أخوة راسخة وواثقة.
وقالت صحيفة الاتحاد: “وجود الرئيس عبد الفتاح السيسي في الإمارات، هو وجود صاحب الدار في داره، وإن غاب عنه لأشهر أو سنوات، وعندما يكون رئيس جمهورية مصر العربية في دولة الإمارات، فإننا نشعر وكأن مصر كلها بشعبها ومدنها وحضارتها وتاريخها في الإمارات، وهذا ما يجعل سعادة الإماراتيين بهذه الزيارة كبيرة ومختلفة، فدائمًا علاقة البلدين والشعبين كانت وستبقى علاقة المحبة والاحترام الأبدية، وهي علاقة مكتوب لها أن تسير في طريق واحد نحو الأمام، ونحو مزيد من العمل المشترك ومزيد من التعاون في مختلف المجالات”.
من يعرف الإمارات ويعرف مصر يدرك شيئًا واحدًا لا شك فيه، وهو أن الإمارات تفعل كل ما تستطيع من أجل أن تكون مصر وتبقى كما يريدها ويتمناها الشعب المصري، دولة كبرى بين دول العالم وبلدًا آمنًا ومستقرًا، لقد عرف البلدان كيف يكونان قادرين على العمل معًا، في خضم التحديات التي تواجه منطقتنا العربية، فعلى الرغم من تحديات مصر الداخلية الكثيرة جدًا، فإن مصر لم تنس دورها العروبي تجاه القضايا والدول العربية، وعلى رأسها فلسطين، ثم مكافحة الإرهاب والعمل على إنهاء الحروب والأزمات في الدول العربية الجريحة، وهي لم تكن وحيدة في ذلك، فالمملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز تقوم بدورها مع مصر والإمارات من أجل خير وأمن واستقرار الدول العربية، ومن أجل تشكيل صف عربي واحد قوي في وجه الأطماع الإقليمية المتزايدة وفي وجه المؤامرات الخارجية.
يجب أن ندرك دائمًا أننا في هذه المنطقة نمر بظروف ومرحلة حساسة لا يمكن فيها التهاون مع أي أخطار خارجية أو حتى داخلية، والمطلوب من جميع الدول شعوبًا وقيادات العمل بكل وطنية والتزام من أجل عبور هذه المرحلة الحساسة التي يمكن أن يؤدي عدم التعامل الحكيم معها إلى مزيد من الأزمات والمشكلات في الدول العربية، فما يعانيه اليمن وسوريا وليبيا ولبنان وكذلك العراق، يجعلنا نكون أكثر حرصًا وعملًا على حماية منطقتنا، والدفاع عن المجتمعات من أي انهيار سيكون التعامل معه أو علاجه مكلفًا جدًا.
ما يجعلنا نقول ذلك هو أننا نرى أملًا في واقعنا العربي يتمثل في التعاون المشترك والوثيق والقوي بين بعض الدول العربية، وعلى رأسها جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، ومعهما دولة الإمارات وغيرها من الدول التي تسعى جاهدة وبصدق في استعادة الدول العربية عافيتها، واستعادة الأمة العربية مكانتها، وندرك جيدًا عندما تعمل كل من مصر والسعودية معًا، فإن النتائج لا بد وأن تكون في صالح المنطقة بأسرها، فمرحبًا بالرئيس السيسي في داره وبين أهله.
ووصل الرئيس السيسي أمس الثلاثاء، وكان في استقباله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وتم عقد جلسات مباحثات ضمت وفدى البلدين، رحب خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس، معربين عن خالص اعتزازهما بالعلاقات الوثيقة والروابط الأخوية التي تجمع الدولتين والشعبين الشقيقين.
كما أكدا حرصهما على تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة.