قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن اقتحام الآلاف من المتظاهرين الغاضبين مدخل السفارة الامريكية فى بغداد أمس، الثلاثاء، كشف هشاشة الوجود الأمريكى فى العراق على الرغم من إنفاق مئات المليارات من الدولارات و17 عام من الاستثمار فى البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء من قوات الأمن العراقية المدربة على يد الولايات المتحدة وقفوا فى الوقت الذى ظهر فيه أنصار كتائب الحشد الشعبى فى المنطقة الخضراء الخاضعة لحراسة مشددة، والتى تقع بها السفارة الأمريكية، واقتحموا منطقة الاستقبال الرئيسية للسفارة وأشعلوا النيران.
وعلق المتظاهرون أعلام المليشيا وعلقوها على الأسلاك الشائعة المحيطة بمجمع السفارة، وكتبوا شعارات موالية لإيران على جدرانها وألقوا المولوتوف بالداخل، وهتفوا “أمريكا هى الشيطان الأعظم”، و”الموت لأمريكا”، وهى غارات تحاكى ما ردده الثوار الإيرانيون عندما احتجزوا الدبلوماسيون الأمريكيون فى طهران قبل 40 عاما.
ورأت واشنطن بوست أن أحداث يوم أمس كشفت مدى صعود إيران فى أعقاب الغزو الأمريكى كأكبر طرف مؤثر فى العراق. وأضافت أنه مع مرور الوقت أصبح من غير الواضح بشكل متزايد ما إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على الاحتفاظ بوجود دبلوماسى وعسكرى فى العراق دون الشروع فى مواجهة مع الحشد الشعبى وداعميها الإيرانيين والتى تحاصر السفارة الآن بشكل فعال.
وكان السفير الأمريكى السابق فى العراق دوجلاس سيليسمان قد قال إن القادة العراقيين والشخصيات السياسية ورجال الدين قد أدانوا جميعا الغارات الأمريكية التى أدت إلى الهجوم على السفارة، وهو الموقف الذى تنوى إيران استغلاله. وذهبت واشنطن بوست إلى القول بأن السهولة التى وصل بها المتظاهرون إلى السفارة تكشف ضعف نفوذ الولايات المتحدة على الحكومة العراقية التى أرستها فى أعقاب الغزو عام 2003 والقوات الأمريكية التى قامت بتدريبها.