اعتبر تقرير إخباري فرنسي أن بالون المراقبة الصيني الذي تم اكتشافه الجمعة، يفتح الباب أمام حرب على أعلى مستويات الارتفاع في المجال الجوي.
معركة تهم جيوش العالم
وقال التقرير، الذي نشرته صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية، إن هذه الحرب ستكون في منطقة وصفها بأنها “رمادية” وغير منظّمة بقوانين، بين القوى الكبرى في العالم، لا سيما الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وأضاف أنّه “على الحدود بين المجال الجوي حيث تنتشر الطائرات تحت سيطرة السلطات الوطنية والفضاء الخارجي للغلاف الجوي، حيث تدور الأقمار الصناعية، هناك ساحة معركة أخرى تهم جيوش العالم، في مستوى “الارتفاع العالي جدًّا”، المحدد بين 20 كم و100 كم”.
طائرة التجسس الأمريكية
وأوضح أنَّ هذا المجال هو “مجال الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت التي ترتد عن طبقات الغلاف الجوي والطائرات دون طيار وطائرات “الستراتوسفير”، مثل طائرة التجسس الأمريكية “يو 2″ أو حتى بالونات المراقبة، مثل البالون الصيني الذي تم تحديده فوق الأراضي الأمريكية”.
وأكد التقرير أنَّه “من الصعب التحكم والمراقبة في هذا المجال غير المنظم تقريبًا؛ لأن تنظيم الحركة الجوية يتوقف على ارتفاع 20 كم فوق سطح الأرض، وبالتالي فإن هذا المجال الآخر من المنافسة بات يثير القلق”.
وتابع التقرير أنّه “في هذه المنطقة الرمادية من الغلاف الجوي والقانون، تطور بالون المراقبة الصيني وطموحاته وقدراته غير معروفة، وبحسب هيئة الأركان العسكرية فإن هذه الآلة تثير تهديدات بالتجسس، ويمثّل التحذير الأمريكي إشارة إستراتيجية، ويفتح سباقا مستمرا لاستغلال فرص الفضاء البيني بينما تخشى الولايات المتحدة من فقدان تفوقها هناك”.
ويؤكد الجنرال الفرنسي المتقاعد جان مارك لوران، أنّ “هذا البالون وإن كان لا يمثل تهديدًا مباشرًا فإنه يشكل خطرًا”.
وأضاف: “ربما لم يكن من الصعب اكتشافه بالنسبة للرادارات الأمريكية، وقد تمت متابعته لبضعة أيام، ولكنه بعيد عن متناول الطيران التقليدي”، وفق ما نقلته الصحيفة الفرنسية.
ويقول الجنرال فنسنت برايتون، مدير المركز المشترك للتدريب العسكري في فرنسا، إنه “في حالة عدم وجود تهديد مثبت فإن الأمر لا يتطلب أيضًا اعتراضًا مسلحًا”.
لكنه اعتبر أنّ “الصراع يمتد دائما حيث يطوّر الرجال قدرات جديدة”، وفق تعبيره.
وفقا للتقرير، فإنّ “هذا يعني حدوث اختراق تكنولوجي صغير، إذا سيطرت بكين على مسار هذا البالون، وحتى الآن لا يُعرف سوى القليل عنه ونعتقد أن الصين تختبر الدراية الفنية للبالون على الأرجح”.
وأشارت “لوفيجارو”، إلى أنّ القوى الكبرى مهتمة بهذه الخطوة الصينية.
وقال برتران لو ميور، مدير إستراتيجية الدفاع في إدارة العلاقات الدولية بوزارة القوات المسلحة الفرنسية، إن هذا “مجال في تطور مستمر وعلينا أن نستعد”، مؤكدًا أن القوات الجوية الفرنسية كانت قد وعدت بتطوير استراتيجية فرنسية تتعلق بـ “عمليات المجال الجوي الأعلى”.