أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية، اليوم الاثنين، تعيين ساجد جاويد “49 عاماً”، وزيرًا للداخلية خلفًا لآمبر رود، التى استقالت الأحد، على خلفية الفضيحة حول طريقة تعامل أجهزتها مع مهاجرين من الكاريبى، حيث تقدمت “رود”، البالغة من العمر 54 عامًا، باستقالتها بعد أن أقرت بأنها ضللت عن غير قصد لجنة نيابية حول أهداف ترحيل مهاجرين غير شرعيين.
ووزير الداخلية البريطانى الجديد ذو الأصول الباكستانية، هو أول وزير مسلم فى حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماى، والثانى فى تاريخ الحكومات البريطانية، حيث سبقته فى تولى منصب وزارى بالمملكة المتحدة، البارونة سعيدة وارسى، التى شغلت منصب وزيرة شؤون الجاليات والمعتقدات الدينية، وفى هذا الإطار نستعرض السيرة الذاتية للوزير الجديد ساجد جاويد.
نشأة وزير الداخلية البريطانى ساجد جاويد
ساجد جاويد، ولد فى 5 ديسمبر 1969، وهو واحد من 5 أبناء لأبوين من أصل باكستانى، كان والده سائق حافلة، وانتقلت عائلته من لانكشاير إلى بريستول، وتلقى “جويد” تعليمه من عام 1981 إلى عام 1986 فى مدرسة داونند، وهى ولاية شاملة بالقرب من بريستول، تلتها كلية فيلتون التقنية من عام 1986 إلى عام 1988، وأخيرًا جامعة إكستر من عام 1988 إلى عام 1991، وفى إكستر درس الاقتصاد والسياسة، وأصبح عضوًا فى حزب المحافظين.
ويعيش جاويد، مع زوجته لورا وأطفالهما الأربعة، وقد سبق أن قال إن عائلته تدين بالإسلام، لكنه لا يمارس أى طقوس دينية، وعندما كان “جاويد” فى العشرين من عمره، حضر مؤتمر حزبه المحافظ الأول، وكان معارضًا لقرار حكومة “تاتشر” فى ذلك العام للانضمام إلى آلية سعر الصرف الأوروبية، ووصفه بأنه “خطأ فادح”.
الحياة العملية لوزير الداخلية البريطانى الجديد ساجد جاويد
وفيما يتعلق بحياته المهنية، فإن وزير الداخلية البريطانى الجديد، عمل مدير سابق فى دويتشه بنك، وكان عضوًا فى البرلمان، فى برومسجروف، فى ورسيستيرشاير، منذ عام 2010، كما عمل جاويد سابقًا كوزيرًا للدولة للمجتمعات والحكومات المحلية فى الفترة من 2016 إلى 2018، ووزير الدولة للأعمال والابتكار والمهارات ورئيسًا لمجلس التجارة من 2015 إلى 2016، ووزير الدولة للثقافة والإعلام والرياضة من عام 2014 إلى 2015، وزير المساواة فى عام 2014، السكرتير المالى للخزانة ووزير المدينة من 2013 إلى 2014 والأمين الاقتصادى من عام 2012 إلى عام 2013.
وانضم جاويد، إلى بنك تشيس مانهاتن فى مدينة نيويورك مباشرة بعد الجامعة، وأصبح نائبًا لرئيس البنك، ثم عاد إلى لندن فى عام 1997 وانضم لاحقًا إلى دويتشه بنك كمدير فى عام 2000، وفى عام 2004 أصبح مديرًا منتدبًا فى دويتشه بنك، وبعد عام واحد أصبح الرئيس العالمى لهيكلة الأسواق الناشئة.
تنقل “ساجد جاويد” بين المناصب البرلمانية والحكومة فى بريطانيا
وكان جويد لفترة وجيزة عضوًا فى لجنة اختيار العمل والمعاشات من يونيو إلى نوفمبر 2010، قبل أن يتخلى عن هذا المنصب عندما تم تعيينه سكرتيرًا برلمانيًا خاصًا لجون هايز، ثم وزير الدولة للتعليم الإضافى فى قسم الأعمال والابتكار والمهارات، كما كان أحد أول أعضاء البرلمان الجدد الذين أصبحوا سكرتيرًا برلمانيًا خاصًا، وفى 14 أكتوبر 2011 – كجزء من تعديل صغير دفعته استقالة ليام فوكس كوزير للدفاع – تمت ترقية جافيد ليصبح سكرتيرًا برلمانيًا خاصًا لوزير الخزانة جورج أوزبورن، وظل فى هذا المنصب حتى 4 سبتمبر 2012، وعندما انضم إلى فريق وزارى فى أوزبورن كوزير اقتصادى للخزانة، تمت ترقيته لاحقًا إلى منصب وزير المالية للخزانة فى 7 أكتوبر 2013.
وينسب لـ”ساجد جاويد”، أنه قال خلال حفل عشاء “أصدقاء إسرائيل المحافظين” فى عام 2012 – حسب ما ذكرته صحيفة “يهود كرونيكل” – “إذا اضطر إلى مغادرة بريطانيا للعيش فى الشرق الأوسط، فإنه سيختار إسرائيل كوطن”، كما نقل موقع “القدس” الفلسطينى، عن قناة “كان” العبرية، تصريح لـ”جاويد” وزير شئون المجتمعات والحكم المحلى البريطانى السابق – خلال عام 2017 – أن حكومته لن تقدم أى اعتذار عن وعد بلفور، وأن مثل هذا لن يحدث أبدًا، مضيفًا خلال المؤتمر اليهودى العالمى، “البعض يطالبنا بالاعتذار عن وعد بلفور، ذلك لن يحدث. مثل هذا الاعتذار يعنى الاعتذار عن وجود إسرائيل وتقويض حقها فى الوجود”.
ساجد جاويد يحصد الجوائز فى بريطانيا
وفى 9 أبريل 2014، عين رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، “جاويد”، فى مجلس الوزراء كوزير للدولة لشئون الثقافة والإعلام والرياضة ووزير المساواة بعد استقالة ماريا ميلر، وهذا جعله أول عضو فى البرلمان تم انتخابه فى عام 2010 للانضمام إلى مجلس الوزراء، وأول نائب برلمانى باكستانى يقود وزارة حكومية، وبعد فترة وجيزة تم تعيينه عضوًا فى مجلس الملكة الخاص.
وحصل جاويد على عدد من الجوائز، ففى يناير 2015، مُنح جائزة أفضل سياسى فى السنة فى “British Muslim Awards“، وفى نوفمبر عام 2017، فاز “ساجد”، بجائزة النائب عن جائزة حزب المحافظين.