محافظات

صور| «محمد ضحية ليبيا».. ترك زوجته حامل وذهب للبحث عن «لقمة العيش»

محليات

صور| «محمد ضحية ليبيا».. ترك زوجته حامل وذهب للبحث عن «لقمة العيش»

"أم محمد" امرأة ثكلى، من محافظة الفيوم، مات زوجها منذ 15 عاما في حادث، وترك لها 3 أبناء: سعد، عاجز لا يتحرك، ظلت تعمل لتربي أبنائها، محمود، ابنها الأكبر الذي مات في حادث منذ عامين ونصف تاركا زوجته حامل في طفله "عمر"، فحمدت الله ورضت بقضائه وقدره.

ولم تعلم أن هذا السيناريو سيتكرر ثانية، فبعد أن تزوج ابنها الثالث "محمد"، منذ 4 أشهر، قرر السفر إلى ليبيا بطريقة غير شرعية فمات في الصحراء لأسباب مجهولة، تاركا زوجته حامل في شهرها الثاني، ولم تتمكن من رؤية جثته، فأصبحت مسؤولة عن زوجة وابن نجلها الأول، وزوجة نجلها الثاني وجنينها، وابن عاجز غير قادر على الحركة.

"التحرير" التقت "أم محمد"، التي قالت بصوت يختنق من الألم، أن ابنها اختفى منذ 14 يوما، وأنه سافر 3 مرات من قبل، وبنى لهم منزلا يأويهم، ثم تزوج منذ 4 أشهر وعندما علم بحمل زوجته في الشهر الثاني قرر السفر إلى ليبيا مرة أخرى، بحثا عن "لقمة العيش"، ومن أجل توفير حياة كريمة لطفله، واعدا زوجته وأمه بأنها ستكون المرة الأخيرة التي يسافر إلى ليبيا فيها، ولم يكن يعلم أنها ستكون الأخيرة.

IMG_7635

وأضافت الأم: "ابني سافر 3 مرات مكنتش خايفة فيهم، لكن المرة دي قلبي كان مقبوض ومكنتش عايزاه يسافر، وكنت بقوله أنت لسه عريس أقعد لما مراتك تولد، وهو ماشي كان نفسي أجري وأجيبه وأحبسه في البيت وأقفل عليه، عشان ميطلعش برا بس صمم وسافر برضو".

وتابعت أنه بعد سفره بـ4 أيام اتصل بها وطمأنها عليه، وطلب منها الانتظار 4 أيام أخرى ليكون وصل إلى الأراضي الليبية، ويتصل بها يطمأنها عليه: "قالي متقلقيش يا أمي اصبري 4 أيام كمان وهكون وصلت ليبيا وأكلمك متقلقيش عليا، وبعدها اختفى".

وذكرت أنها لا تعلم عنه شيئا منذ 14 يومًا، لافتة إلى أنه عقب عودته من ليبيا في المرة الأخيرة، قال إنه لن يسافر ليبيا مرة أخرى، لأن بها عصابات، وكل لحظة يكون معرض للموت، لكنه صرف على زواجه كل ما يملك، وعندما علم بحمل زوجته بدأ في البحث عن عمل بالمحافظة لكنه لم يجد، فقرر السفر مرة أخرى قائلا: "مفيش شغل هنا، والشغل اللي موجود فلوسه متأكلش عيش حاف، هصرف عليكي وعلى مرات أخويا وابنه وأخويا العاجز وعلى ابني اللي جاي ده منين، هسافر أعمل قرشين وأرجع أعمل مشروع هنا ومش هسافر تاني".

IMG_7632

وأشارت إلى أنها فوجئت بأهالي القرية يأتون إلى منزلها، أو عند مقابلتها في الشارع يعزونها ويقولون: "البقية في حياتك، محمد ابنك مات وهو مسافر واندفن في الجبل في ليبيا، فاتجننت واتصلت عليه كتير لكن مفيش رد"، متابعة: "الناس بتعزيني في الشارع وتقولي البقاء لله في ابنك ده يمسكني وده يسيبني، وأنا مش عارفة هو ميت ولا حي، عايزة حد يطمني ويطفي ناري بأسرع ما يكون، يقولي هو ميت فعلا ولا حي ويجيبهولي".

واختتمت: "البسكويت والكحك بتوع فرحه لسه موجودين، لسه مخلصش، لكن هو راح ومش عارفين راجع ولا لأ".

زر الذهاب إلى الأعلى