فى سنة 1928 ظهر نبت شيطانى سام بالأراضى المصرية فى ظل أوضاع قلقة، فالبلاد كانت ترزح تحت وطأة احتلال بريطانى، وشعب يتجرع مرارة الذل والهوان والجوع والفقر، ويناضل ويكافح باحثا عن الحرية وطرد المستعمر من البلاد، بينما النبت الشيطانى يجد كل الرعاية والاهتمام من بريطانيا ليكبر النبت ويتجذر ويتشعب. النبت الشيطانى هو جماعة الإخوان التى تأسست تحت رعاية واهتمام ومظلة بريطانية، والأمر لا يحتاج لقريحة العباقرة لفهم والإجابة عن أسئلة من عينة لماذا تأسست جماعة تحت مظلة الاحتلال البريطانى تقاومه نظريا لتسويق الفكرة بينما لا تطلق رصاصة خرطوش واحدة ضده، عمليا؟ ولماذا تأسست بالتتابع مع تأسيس المخابرات البريطانية والإذاعة البريطانية الـ«بى بى سى» فى تواريخ قريبة ومتلاحقة؟ ولماذا تعد لندن المقر الرسمى لقيادات الجماعة الإرهابية، سواء فى السابق أو الوقت الحالى؟
أسئلة سهلة وفى مستوى المتابع والمراقب والمحلل متوسط القدرات والإمكانيات، وأن أى مواطن عادى يستطيع الإجابة عنها بكل سهولة، والتأكيد أن زرع هذا النبت الشيطانى ليس من باب المصادفة، وأن هناك خطة مُحكمة، بدءا من تطهير الأرض وغرس النبت السام وتسميدها وريها بالماء، لتطرح ثمارا سامة تقدم للشعوب المستهدف تدمير بلادها، وللأسف أن النبت صار أشجارا مثمرة وتشعبت لتتجاوز الحدود المصرية وتتسلل لعدد من الدول كشجر «اللبلاب» ونظرا لغزارة المنتج، تطلب الأمر إنشاء مصانع لإنتاج الوجبات من هذه الثمار السامة.
المصنع الكائن فى مصر، عماله يعملون بنشاط وجهد دون كلل أو ملل، لنشر الشر فى مصر، ورغم أن المصريين جميعا قاطعوا منتجاته وأغلقوا أبوابه فى 30 يونيو 2013 إلا أن المصنع يدار فى السر بعيدا عن العيون، كعادة الجماعة الظلامية، ويعمل «أونلاين» لتوزيع منتجاته، مخاطبا أصحاب النفوس الضعيفة، ومرضى انخفاض منسوب الوعى لإقناعهم ببضاعتهم التالفة الفاسدة والسامة.
جماعة الإخوان الإرهابية وطوال تاريخها تسير عكس اتجاه اهتمامات المصريين، واعتبارهم أعداء، لحين تجنيدهم والانضمام للجماعة، هنا ينتقلون من خانة العداء إلى خانة الإخاء والمودة، واعتبارهم من أصحاب الدماء النقية التى لا يجب أن تتلوث بالاختلاط مع غير أعضاء الجماعة، والعمل على إعلاء شأن الجماعة فقط، وتغليب مصلحتها فوق مصلحة الوطن، وما الوطن فى أدبياتهم سوى «حفنة من تراب عفن».
الجماعة التى نادت كثيرا – نظريا – بأنها ضد الاحتلال البريطانى، اتخذت من عاصمته «مقرا»، والتى كانت تدعى فى أبواقها ومظاهراتها طوال العقود الماضية بأن الولايات المتحدة الأمريكية «الشيطان الأكبر» ذهبت وارتمت فى أحضانها، واعتبرتها «قبلة» يحجون إليها ويلجأون لها ويستدعونها للتدخل فى الشأن الداخلى لمصر، وعندما كانت تملأ الدنيا ضجيجا فى وقفاتها ومسيراتها وأبواقها تصف الشعب والحكومة الإسرائيلية بأحفاد القردة والخنازير، وتردد شعار «على القدس رايحين شهداء بالملايين» استعاضته عندما سكنت فى ظرف هو الأسوأ فى تاريخ مصر، قصر السلطة سنة 2012 بعبارات الود والتقدير والاحترام والوفاء والإخلاص، فى خطابات رسمية، واستقبلوا الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى مقر مكتب الإرشاد بالمقطم، استقبال الفاتحين.
وفى الوقت الذى فتحت فيه أحضان سيناء لاستقبال الفلسطينيين الغزاويين، وتوطينهم مقابل شيك مدفوع مقدما لكبيرهم خيرت الشاطر قيمته 8 مليارات دولار، لتصفية القضية الفلسطينية ووأدها تحت الثرى للأبد، فإن جيش مصر العظيم، وقائده العام حينذاك المشير عبدالفتاح السيسى، تدخل وسن قوانين تجريم تملك الأراضى لغير المصريين فى سيناء، ويقف الجيش وقائده الأعلى، الرئيس عبدالفتاح السيسى، الآن بكل قوة وشجاعة وبسالة رافضا كل الضغوط من أجل توطين الفلسطينيين فى سيناء، ومنع تصفية القضية.
وخلال الأيام القليلة الماضية حاولت الجماعة الإرهابية قلب الحقائق واجتزاءها وتشويهها، من خلال مقارنة قانون تملك الأجانب للأراضى، بهدف إقامة مشروعات استثمارية، بما كانت تخطط له فى سيناء، ببجاحة وغلظة عين، فالفارق واضح، لأن القانون الجديد لا يشمل التملك فى سيناء.
مصر تدفع ثمنا باهظا من الإنتاج الفاسد والمسمم لمصانع إنتاج الشر المملوكة لجماعة الإخوان الإرهابية، وعلى القلة القليلة التى تثق فى منتجاتهم أن يستفيقوا، ويعلموا أن الجماعة وطيلة تاريخها لا تقدم سوى «الشر» لمصر، ولا تعترف بفضائل الوطنية والانتماء، وأن انتماءهم وولاءهم لكيان وهمى اسمه «أستاذية العالم»!