أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول أمس، بدء العملية العسكرية «نبع السلام» التي تستهدف قصف الأكراد في شمال سوريا.
القصف التركي لاقى تنديدا وإدانة شديدين من العالم العربي والغربي، وفي المقدمة مصر والسعودية؛ حيث أدانت القاهرة بأشد العبارات الهجوم التركي المسلح على الأراضي السورية، معتبراه «اعتداء صارخا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالا للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية»، كما اتهمت التدخل التركي بأنه محاولة لإجراء هندسة ديمغرافية للأراضي السورية.
السعودية أيضا أدانت الهجوم ووصفته بأنه «عدوان» غير مقبول من تركيا على الأراضي السورية، بل إنها وجهت ضربة مؤلمة للاقتصاد التركي، حيث حذرت الغرف السعودية من الاستثمار في تركيا او السفر إليها، بحسب صحيفة «عكاظ» السعودية.
وأوضح الدكتور سامي العبيدي، رئيس مجلس إدارة الغرف التجارية في السعودية، أن تحذير الغرف من الاستثمار في تركيا سببه تخطب القيادة التركية الذي ينعكس سلبا على أمن وسلامة السائح العربي؛ حيث قال: «ننصح بعدم الاستثمار في تركيا لعدم وجود أمان وضمان لأي استثمار؛ لتخبط قيادة صاحب القرار أردوغان وتبعيته الحزبية المقيتة».
وفي خلفية التحذير السعودية، تظهر عمليات السرقات والاختطافات وعمليات النصب والاحتيال المتكررة التي تعرض لها السياح السعودون في تركيا، وفقا لـ«عكاظ» السعودية.
وقبل 3 أشهر حذرت السفارة السعودية في تركيا المواطنين والمواطنات السعوديات من سرقة جوازات سفرهم أو المقتنيات الخاصة من قبل أشخاص مجهولين في تركيا.
وذكرت السفارة السعودية في تركيا في بيان لها: «السفارة السعودية ورد إليها كثير من شكاوى المواطنين المستثمرين والملاك، حول المشاكل التي تواجههم في مجال العقار في تركيا، مثل عدم حصولهم على سند التمليك أو الحصول على سندات تمليك مقيدة برهن عقاري، إضافة إلى منعهم من دخول مساكنهم رغم تسديد كامل قيمة العقار وتهديدهم من قبل الشركات المقاولة».
ووفق إحصاءات عام 2018، فقد بلغت الاستثمارات الخليجية في تركيا إلى 19 مليار دولار، حسبما ذكرت «العربية».
وعن التبادل التجاري السعودي التركي، فقد بلغ 8 مليارات في 2017، مع توقعات بأن يكون بلغ 20 مليار دولار في 2018.
كما يبلغ عدد الشركات السعودية التي تستثمر في تركيا 1040 شركة، بينها 250 شركة في قطاع العقارات.
كما نقلت صحيفة «المدينة» السعودية قبل 5 أشهر، أن «غرفة الرياض» اتهمت الجهات الحكومية في تركيا بعدم حماية الاستثمارات السعودية التي تشهد عدة تهديدات تصل إلى حد «الابتزاز»، وذلك على خلفية تلقيها العديد من الاتصالات والشكاوى من مستثمرين سعوديين في تركيا يواجهون مشكلات وقضايا تهدد استثماراتهم.
كما صرح عجلان بن عبدالعزيز العجلان، رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، بأن الجهات الرسمية في تركيا لم تلتزم بواجبها تجاه حماية الاستثمارات، مؤكدا أن ما يتعرض له السعوديون في تركيا حاليا سيفقد الثقة بالاستثمار والسياحة التركية لسنوات طويلة مقبلة.