جريمة
"عائشة ونرمين" ضحيتان للطمع فى الأقراط الذهبية.. وخبراء أمن يقدمون نصائح للأمهات
no title
- A-
- A+
- طباعة
- المفضلة
- 2017-06-23 15:43
- سماح عوض الله
- جريمة
ارسال بياناتك
تسجيل سجل عبر الفيسبوك سجل عبر تويتر
شهد الإسبوع الماضي، جريمتى قتل غاية فى البشاعة، وقع ضحيتهما الطفلتان "عائشة" 3 سنوات، و"بسنت" عامين، بسبب رغبة جارتيهما المسمومة لسرقة قرطيهما الذهبيين، بما يعيد تسليط الضوء على الجرائم من تلك النوعية، التى لم نعد نسمع عنها لسنوات طويلة، لتمثل عودة ظهروها هزة عنيفة تنبه المنازل لتغير الأحوال والنفوس، عما اعتادوا عليه قديمًا بالأمان والسكينة فى شوارع القرى أكثر منها فى شوارع المدينة، وهو ما يبدو أنه انتهى فى ظل إجرام أصحاب النفوس المريضة.
ضحكة عائشة تنتهى فى بئر صرف
وفي الواقعة الأولى، دفعت عائشة 3 سنوات، عمرها ضحية لطمع جارتهم إسراء، جارتها البالغة من العمر سبعة عشر عامًا إذ حاولت مرارًا وتكرارًا سرقة القرط الذهبى للطفلة، حتى أن المجنى عليها ذهبت لأمها فى إحدى المرات تبكى وتمسك بأذنها، دون قدرتها على النطق وشرح ما تعرضت له، فيما لم تنتبه الأم لشيء، حتى قررت المتهمة استدراج الطفلة وكتمت أنفاسها لتسرق القرط، ثم ألقتها من سطح الطابق الثانى داخل بئر صرف صحي، خشية صراخ الطفلة ولفتها الانتباه.
ولاحظت أسرة الطفلة تغيبها، وخرجت لتسأل عنها الجيران، وخرجعت معهم المتهمة بنفسها تسأل وتبحث عن الطفلة، حتى أبلغ الأهالى الشرطة بمديرية أمن سوهاج، باختفاء الطفلة خلال لهوها أمام منزلهم، حتى عثر عليها الأهالى جثة داخل بئر للصرف بمنطقة جامع العمري دائرة مركز أخميم بسوهاج.
وتزداد بشاعة الحادث بالتفاصيل التى أقرت فيها المتهمة باعترافاتها، إذ قالت إنها من أسرة ميسورة ووالدها يمتلك أفدنة زراعية، لكنه يقطر عليها وهى تريد امتلاك المال والتصرف فيه لشراء ما تريد، وكان هذا كفيلًا لتقدم على سرقة الطفلة المجنى عليها مرتين، وفى أول مرة شاء القدر للطفلة النجاة، وأمهل والدتها فرصة للتبه إلى بكاء "عائشة" والإشارة إلى أذنها، لكن الأم لم تستوعب،
وفرحت المتهمة بذلك، لتتجرأ على تكرار فعلتها، إذ استدرجت الطفلة باللعب وأدخلتها منزلها وصعدت بها إلى سطح الطابق الثانى وخلعت أول فردة من القرط، ولم تستطع خلع الثانية فصرخت الطفلة، فحاولت كتم أنفاسها، ثم ألقتها فى بئر قديم أمام المنزل.
جثة نرمين فى طيس قمامة أسود
وكانت الضحية الثانية "نرمين محمود صالح" ذات العامين، إذ عثر الأهالى على جثتها بكيس بلاستك، بجوار سور مدرسة بدر الابتدائية بمدينة طور سيناء، وأثار المشهد غضب ورعب الأهالى، إذ تم تشييع جثمان الطفلة فى مشهد جنائزى منيب، خرج من مسجد مستشفى طور سيناء، وسط تعجب وحيرة عن سبب إيذاء طفلة بتلك الطريقة البشعة.
وتبين أن وراء جريمة قتل "نرمين" جارتها هدير.محمد 27 سنة، إذ تبين أنها مقيمة بجنوب سيناء مع زوجها سمكرى سيارات، ولها منه ابن وحيد وولدين من زواج سابق، وطلبت من زوجها السفر للقاهرة لإحضار ابنيها من زواجها السابق لقضاء العيد معهم فحدثت مشادة بينهما لعدم مقدرته على توفير أجرة السفر ولعدم قدرته على الإنفاق على ولديها حال إقامتهما بمنزله لأنه لديه ثلاثة أبناء من زوجة سابقة.
وقررت المتهمة سرقة القرط الذهبى للطفلة نرمين نجلة جارتهم، واستدرجتها من أمام المنزل وحاولت سرقة القرط، لكنها فوجئت ببحث الأهالى عن الطفلة وإذاعة أنها مفقودة فخشيت إخراجها، وقامت بخنقها ووضعتها فى كيس بلاستك، وحملتها بعربة الأطفال، وألقتها بجوار سور مدرسة بدر، وتم كشف جريمتها بسبب أحد جيرانها شاهدها تحمل طفلها على كتفها، وبعربة الأطفال كيس أسود، وأرشدت عن الحلق المسروق.
ضُعف العقوبة القانونية هو السبب
وأرجع الخبير الأمنى، عميد الشرطة السابق محمود قطرى، استهانة الجناة بسرقة متعلقات الأطفال، خاصة ما يرتديه الفتيات حديثات السن من أقراط ذهبية، مستغلين ترك الضحايا للهو أمام منازل أسرهن فى القرى والمناطق الهادئة، علاوة على عدم قدرة الأطفال على الحديث، أو حتى ربما عدم قدرتهن على سرقة أقراطهن من الأساس، يُضاف إلى ذلك الاستهانة بعقوبة جريمة السرقة، وهى جنحة، وعادة إذا ما تم كشفها تكون عقوبتها الحبس أشهر معدودة.
وحذر الخبير الأمنى كل الأمهات، بالتنبه للمخاطر التى تواجه أطفالهم ذكور كانوا أم إناث حال تركهم فى الشارع أو حتى أمام باب المنزل وعلى عتبته، وذلك بسبب ارتفاع معدل جرائم اختطاف الأطفال، بما يصل إلى حد سرقة الاعضاء، دون الاقتصار على حوادث السرقة التقليدية للاستيلاء على مصوغات، أو طلب فدية، علاوة على تغير السلوك المجتمعى فى ظل ارتفاع معدلات البطالة، وازدياد معدلات الفقر، وارتفاع الأسعار، قائلًا: "انسوا عادات زمان بافتراض الأمان والسماح للأطفال باللعب بالشارع".
وطالب "قطرى" الأمهات بالحرص على أن يكون أطفالهم تحت نظرهم طوال الوقت، وألا يسمحن لهم بالخروج من المنزل للعب فى الشارع مطلقًا، والإمساك بأيديهم دون تركها على الإطلاق إذا كانوا بمكان مفتوح بعيد عن المنزل، موصيًا حال الانشغال أو عمل الأم بترك الطفل مع أحدى جدتيه أو إيداعه حضانة، وإنهاء مسألة ترك الطفل يلهو بالعقار أو أمام المنزل، حتى وإن كان ذلك فى الريف ومناطق شعبية يعرف الجميع بعضهم فيها.
ووصف الخبير الأمنى سرقة الأقراد الذهبية بأنها جريمة غاشمة وعنيفة، إذ تكون فى مواجهة فجة مع الطفلة الضحية المجنى عليها، ويكون الجانى على علم تام بوهن الطفل، واستحالة قدرته على المقاومة إلا لو صرخت الطفلة جراء العنف معها فى انتزاع القرط، وهو ما قد يتحول فى لحظة من جريمة سرقة يستهين بها مرتكبيها إلى جريمة قتل.
وتابع الخبير الأمنى، إنه لا داعى لارتداء الفتيات فى سن صغيرة لمشغولات ذهبية، طالم يقمن فى منزل عائلة وينزلن إلى الشارع، علاوة على ملاحظة نفور الأطفال من أشخاص معينين، أو البكاء والشكوى فى ظل وجود هؤلاء الأشخاص على مقربة، هنا يجب التنبه إلى سبب بكاء الطفل وتتبعه، والحيطة من هؤلاء الأشخاص الذين ينفر الأطفال منهم، لاحتمال تعرضهم لمخاطر أو تعدى من قبلهم بعيدًا عن نظر الأم.
تغريدات
Tweets by @Tahrir_News