قال الكاتب الصحفى والمحلل السياسى اللبنانى عبد الوهاب بدرخان، إن فريقاً من دولة الإمارات يسعى حالياً لتقريب وجهات النظر بين مصر والسعودية، مؤكداً أن العلاقات بين القاهرة والرياض متواصلة وغير منقطعة.
وأوضح بدرخان، على هامش مشاركته فى المؤتمر الدولى الذى تنظمه مكتبة الإسكندرية لمكافحة التطرف والإرهاب، أن “هناك شىء من التواصل الإماراتى بين الدولتين، على الأقل لنقل بعض التوضيحات والتمنيات من هذا الفريق تجاه الفريق الآخر، وأعتقد أن التحرك الإماراتى حقق الغرض، لأن الخلاف بين الدولتين لا يزال فى حدود المعقول، رغم ردود الفعل الشعبية وما نقرأه على مواقع التواصل الاجتماعى”.
من جهة أخرى وحول موقف دول الخليج من إيران فى الوقت الحالى، أشار بدرخان، إلى أن دول الخليج قالت للولايات المتحدة الأمريكية والدول المشاركة فى مفاوضات الخاصة بملف إيران النووى، إنها لا تمانع أن يكون هناك اتفاق بشأن تجميد أو إلغاء البرنامج النووى الإيرانى، لكن كانت دول الخليج تلح على إشراكها فى أى محادثات جانبية لها علاقة بالترتيبات السياسية، وتعتقد دول الخليج أن هذا حدث بين إيران والولايات المتحدة بشكل سرى، لذلك كان لديها شكوك، زاد على ذلك أن العلاقة بين دول الخليج وإدارة أوباما لم تكن جيدة فى الشهور الأخيرة خصوصا بعدما أصبح الصراع الخليجى الإيرانى مسألة واضحة ولها وقائع يومية.
وتوقع ألا يتخذ الصراع طابعا آخر، مضيفا “هذا هو الحد الأقصى للصراع، بمعنى أنه سينتظر تغيير الوضع الدولى ولن تبادر أى دولة خليجة إلى استفزاز إيران عسكريا، وحتى الآن طهران لا تقدم على أى استفزاز عسكرى مباشر لدول الخليج”.
وتحدث بدرخان عن الوضع فى اليمن، رافضاً وصفه بأنه يمكن أن يكون بداية لحرب مذهبية فى المنطقة، وقال “هذا يتوقف على مدى تجاوب المجتمع اليمنى مع مثل هذه التوصيفات، وحتى الآن لا يزال التوصيف حوثى، بالمعنى أنها جماعة ليست بالضرورة لها صفة مذهبية، علما بأنها طبعا مذهبية، إنما الشعب اليمنى لم يتطلع لها فقط من هذا المنظار، ثم إن المسألة لم تتخذ أى طابع صراع مباشر ما بين سنة وزيديين، إنما طبعا كل حرب عندما تطول وتكون الأضرار والخسائر فيها كبيرة لابد أنها ستترك أثرًا فعلى الأرض”.
وأوضح أنه بدون شك هناك جانب مذهبى حدث وإنما لم تكن هناك تربية طويلة المدى على مسألة التميز الطائفى، لذلك الأمر مختلف عن بعض البلدان، مثلما هو معترف به دستوريًا فى لبنان، بينما فى اليمن لا، حيث لا توجد ثقافة أو تربية من الدولة، و المجتمع تعود أن يتعامل بهذا التمييز، أنا سنى وأنت زيدى وغير ذلك، وتابع “لذا فأنا أعتقد أنه إذا طالت الحرب ربما يتضخم الطابع الدينى ويتفاقم”.
ورداً على سؤال حول كيفية تعامل دول الخليج مع تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قال بدرخان ” حتى الآن هو ليس واضحاً فى أى شىء من سياساته، وإنما على الأقل ما وصل إلى دول الخليج من كلام سواء من فريق ترامب أو من خلال اتصالات تمت بين أوساط قريبة من ترامب ومصادر ومراجع خليجية، تشير إلى أن دول الخليج ليست مطمئنة وليست خائفة، لكنها تنتظر أن يوضح ترامب سياساته تجاه إيران وإذا كانت حاسمة وقاسية تجاهها فلابد أن يكون هناك ثمن تطلبه إدارة ترامب من دول الخليج، التى لا تعرف ما الذى ينتظرها بعد، فهى تنتظر مثلها مثل ما تنتظر أوروبا، وتميل إلى أن تكون مترقبة أكثر منها خائفة”.