نجح فريق من العلماء الصينيين الذين يستكملون دراستهم او يعملون بالولايات المتحدة فى تطوير نظام أمني جديد للكمبيوتر يمكن بواسطته تحديد هوية الانسان بواسطة هندسة القلب من أجل حل محل كلمات السر وغيرها من نظم تحديد الهوية.
واهتمت صحيفة “الشعب ” اليومية الصينية بتسليط الضوء علي هذا النجاح للفريق الصينى الذي تخرج اغلب اعضاءه ان لم يكن جميعهم في جامعة “تشجيانغ ” الصينية ونشرت تقريرا عنه اليوم نقلا عن الموقع الرسمى لجامعة “بافلو”الامريكية التى يعمل بها رئيس الفريق شو ون شيان كأستاذ مساعد في قسم علوم الحاسب والهندسة بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية.
وافادت الصحيفة إن النظام الجديد الذي قضى الدكتور شو وفريقه ثلاث سنوات في اختباره سيستخدم الرادار في المسح عن بعد لتحليل الخصائص الهندسية للقلب مثل شكله وحجمه وتقلباته وغيرها من طرق تحديد الهوية.
وبحسب التقرير فإن مستخدمى الكمبيوتر يلجأون الى وضع كلمة سر لمنع الآخرين من استخدام اجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم وذلك حفاظا على خصوصية معلوماتهم ولكنهم يحتاجون إلى إدخال كلمة السر تلك عدة مرات كل يوم فى اجهزتهم كلما ارادوا استخدامها… اما باستخدام نظام التعرف على الشخصية من خلال القلب والذي يستخدم رادار دوبلر على مستوى منخفض، فإنهم لن يكونوا بحاجة لاى كلمات سر لان الجهاز يتعرف علي قلب صاحبه ويفتح تلقائيا.
ويقول موقع الجامعة ان النظام يستغرق 8 ثوان لأول مسح للقلب للتعرف علي الهوية حيث يتم تخزين هوية صاحب الجهاز في ذاكرته مما يجعله يتوقف تلقائيا عن العمل اذا اراد اى شخص اخر ان يقوم بتسجيل الدخول اليه لسرقة المعلومات.
ويقول الدكتور شو “لا يوجد شخصان في العالم لهما نفس شكل القلب بالضبط مما يعني ان النظام الجديد سيكون دقيق للغاية”، مشيرا الى ان قلب كل شخص يحتفظ بشكله وطبيعته طالما انه لم يتعرض لازمة قلبية خطيرة.
وبالإضافة إلى أمن الكمبيوتر يمكن أيضا أن يستخدم هذا النظام الجديد لتحديد الهوية بالنسبة لمستخدمى الهواتف الذكية وفي التفتيش الأمني في المطارات للتأكد من هوية الركاب.
واشار الدكتور شو الى ان قوة إشارة الرادار للنظام أضعف من تلك التى يصدرها اى جهاز من اجهزة الواي فاي المستخدمة على نطاق واسع حاليا، لهذا فإنه لا يشكل خطرا على صحة الإنسان.
وقال انه وفريقه منهمكون حاليا في العمل على تقليل حجم النظام حتى يمكن تثبيته في جزء من لوحة مفاتيح الكمبيوتر.
يبدو أن كلمة السر او المرور كضمانة أمنية تقليدية أصبحت الآن طريقة قديمة عفا عليها الزمن، فلقد تطورت القياسات الحيوية بسرعة في السنوات الأخيرة، حتى انه اصبح هناك نظم امنية تعتمد على البيانات البيولوجية البشري مثل نظم التعرف على الوجه، واخرى للتعرف على بصمات الأصابع، كما ان هناك نظم للتعرف على قزحية العين، وكذا للتعرف على الصوت.. فهل سيتمكن هذا التقدم الكبير في كل تلك النظم من تحقيق مستوى الامن المطلوب لمستخدمى التكنولوجيا الحديثة… هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه والذي ستجيب عليه الايام.
جدير بالذكر ان الدكتور شو والمتعاونون معه سيقومون بتقديم بحثهم الخاص حول هذا النظام الجديد الى مؤتمر “موبيكوم”، الذي يعد تجمعا هاما للعلماء والباحثين والخبراء في مجالات الحوسبة المتنقلة والذي سيعقد في 16-20 أكتوبر في ولاية يوتاه الامريكية.