نشر موقع (دويتشه فيله ) مقالاً للكاتب ” عماد الدين حسين “ تحت عنوان(ناصر .. السادات .. مبارك .. البنا .. السيسي .. أيهم الأفضل؟
.. وفيما يلي أبرز ما تضمنه :
قبل أيام قابلت خبيراً اقتصادياً مصرياً مرموقاً ، وقال لي إن غالبية النخبة المصرية تسير نظرياً إلي الأمام لكن في يدها مرآة تجعلها تنظر دائماً للخلف ، وبالتالي فهي لا تنظر إلى الأمام بالمرة ومشغولة دائما بالماضي ومعاركه التي قد لا تكون مفيدة بالمرة للمستقبل ، وربما تكون مضرة أكثر .
و منذ وفاة ” جمال عبد الناصر ” وهناك معركة لا تتوقف بين أنصاره وأنصار ” أنور السادات ” ، ومن الذي خان أو فرط أو قصَّر ، وغالبية أنصار عهد ” مبارك ” انضموا إلى مؤيدي ” السادات ” ، ثم تحالف الـ (3) ضد مؤيدي وأنصار جماعة الإخوان المسلمين وسائر تنظيمات تيار الإسلام السياسي ، والآن صار الاستقطاب الأساسي بين أنصار الرئيس ” السيسي ” من جهة وأنصار جماعة الإخوان من جهة أخرى ، والسؤال هنا هل الصراع بين أنصار الشخصيات التاريخية خطأ دائماً ؟ ، الإجابة بالطبع هي لا .
إن الشرط الوحيد أن يكون هذا الجدل بشأن سياسات وبرامج ورؤى تخص المستقبل ، وليس صراعاً عبثياً فارغاً يتمحور حول سؤال أيهما أفضل هذا أم ذاك ؟ .. نفهم أن يشتبك أنصار ( عبد الناصر / السيسي ) مثلاً مع أنصار الإخوان حول قضية توظيف الدين في السياسة ، ونفهم أن يتجادل أنصار
( مبارك / السادات ) مع أنصار ” عبد الناصر ” بشأن تصفية القطاع العام ، والسماح بدور متعاظم للقطاع الخاص دون وجود ضوابط أدت إلى كوارث اقتصادية كبيرة من وجهة نظر أنصار ” عبد الناصر ” ، لكن للأسف الشديد وباستثناء نقاشات جادة قليلة جداً فإن غالبية الجدل شخصي وعقيم ولا يرتبط إطلاقاً بقضايا ( الحاضر / المستقبل ) ، ببساطة ووضوح لن نشهد تقدماً وخروجاً من المتاهة الراهنة ، إلا حينما ننظر إلى الأمام دون استخدام المرأة الخلفية ، وأن يكون الخلاف حول المبادئ والأفكار وليس الأشخاص .