قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن ما حدث في معهد الأورام خطير جدًا ومن الممكن أن يكون موجودًا في مستشفيات أخرى كثيرة، مطالبًا الحكومة باتخاذ رد فعل سريع تجاه جميع المستشفيات مثلما حدث في واقعة معهد الأورام.
وأضاف «موسى» في مداخلة هاتفية لبرنامج «المصري أفندي» المُذاع عبر فضائية «القاهرة والناس»، مساء السبت، أن كل المفكرين وأصحاب الرأي أجمعوا على تغيير العالم بعد انتهاء أزمة كورونا، منوهًا بأن التغير سيكون في جدول الأعمال العالمي، الذي تعمل عليه كل السياسات والمنظمات الدولية، وعلى رأسه الإرهاب.
وأوضح أن هناك بنود جديدة مترابطة ستدخل جميعها بأولوية كبيرة في جدول الأعمال العالمي، بل قد تتعدى ما هو قائم حاليًا، مثل الأوبئة وتغير المناخ والانفجار السكاني، مضيفًا أن هذه البنود تشكل تهديد للسلم والأمن والاستقرار الدولي أكثر من البنود الموجودة حاليًا.
وذكر أن النظام متعدد الأطراف سوف يبقى، وسيقف على إمكانية منظمة الصحة العالمية في القيام بواجباتها، وإعادة النظر في أداء المنظمات المتعلقة بالأوبئة عمومًا، مشيرًا إلى احتمالية إنشاء منظمات جديدة في حال وجدت الحاجة إليها، قد تكون منظمة صحة عالمية جديدة أو منظمة خاصة بتغير المناخ، مع بقاء الأمم المتحدة كما هي.
ولفت إلى نشاط منظمة الاتحاد الإفريقي، باجتماع رؤسائها، بدعوة من رامافوزا، رئيس دولة جنوب أفريقيا، مرتين عبر تقنية الفيديو كونفرنس، للنظر في مواجهة أزمة كورونا، متابعًا: «لابد أن تصلح منظمة الأمم المتحدة نفسها، وتضع في اعتبارها أن هناك بنودًا جديدة ضروري أن ترتفع إلى مستوى المسؤولية في مواجهتها، على عكس المسائل التقليدية التي تم الالتزام بها خلال الـ 60 عامًا الماضية».
ونوه بأن الاتحاد الأوروبي لم يكن مستعدًا لأزمة وباء كورونا المستجد، ذاكرًا أن المفكرين والمثقفين في مجال العولمة كان لابد من أن يضعوا في اعتبارهم احتمالية التعرض لمثل هذا الوباء، مع كثافة السفر والتنقل بين الدول، ولكن لم يكن هناك اهتمام كاف، وهذا سيكون له تغير كبير في الأولويات، وحتى أولويات الاستثمار.
وناشد رجال الأعمال المصريين بالتفكير في الأوضاع الجديدة، من خلال إنشاء مصانع للكمامات، والاستعدادات بالأدوية والمستشفيات، موضحًا أن التغير سيكون في ردة الفعل وليس في إغلاق منظمة أو إنشاء أخرى، على الرغم من احتمالية حدوث هذا.
واستطرد أن الاتحاد الأوروبي لم يفشل في المعالجة والتعاون وفتح الحدود بين الدول، ولكنه فشل في هذا التحدي الجديد، قائلًا: «الدولة الرائدة العظمى لم تقد العالم في مواجهة هذا التحدي الجديد، كما هو معتاد، بل أصبحت من الدول العاجزة التي لم تستطع السيطرة على الأمر داخل حدودها، وهو ما كشف عن مدى القوة الحقيقية لدول كبيرة».
وواصل أن العولمة نفسها كانت اقتصادية وإلكترونية في معظمها، وهو ما أظهر ضرورة أن يكون للعولمة ذراع اجتماعي يتعلق بالخدمات والصحة والمناخ، بالإضافة إلى تطويرها ليصبح لها جانب إنساني، مستكملًا أنه لن يتم التخلص من العولمة، في ظل تطور التكنولوجيا، ولكن سيحدث تطور، ما سيقود للتنافس بين الصين وأمريكا بعد انتهاء أزمة كورونا، وذلك لأن كليهما سريعتان في التطور.