مؤكد أن ملف القطاع الصحي حظى خلال السنوات الماضية باهتمام القيادة السياسية، لكونه أحد أبرز الملفات التي تمس المواطن بالدرجة الأولى، حيث انطلقت جهود الدولة في أكثر من اتجاه من أجل إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وتطوير الوحدات الصحية بالقرى وتأهيل العنصر البشرى، إضافة إلى إطلاق حزمة من الإصلاحات الصحية العاجلة، والتي تتمثل في إطلاق العديد من المبادرات الصحية تحت رعاية الرئيس، لكن المقدر والذى يستحق تسليط الضوء عليه هو ما يقوم به وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار من جولات مفاجئة للمنشآت الصحية في مختلف المحافظات من إسكندرية لأسوان، ونموذجا تفقده الأيام الماضية عددا من المستشفيات في أسيوط والفيوم ومن قبلها كانت زيارته لمعهد ناصر، ومستشفى الهرم التخصصى، وعدد من المستشفيات والمراكز الطبية.
وفى اعتقادى أن قيمة وأهمية جولات الوزير أنها ليست للشو الإعلامى كما كان متبعا من قبل، لأن المختلف فيها، إنها تأتى بناءً على تقارير إدارات المتابعة والمراقبة وقطاعات التفتيش بالوزارة، وبالتالي تكون المواجهة بين الوزير والمسئولين بالمستشفيات والقطاعات محمًلة بالشكاوى وبالمعلومات ما يضع المسئول سواء كان وكيل وزارة أو مدير مستشفى أمام مسئولياته بشكل جدى دون مناورة أو تنظير أو تبرير، وهنا يتحقق الهدف في تدارك الأخطاء لتصحيحها من جهة، وتسريع إزالة العقبات أمام أى روتين قد يكون سببا في هذه الشكاوى المعروضة على الوزير.
والمقدر أيضا في جولات الوزير المفاجئة، أن الوزير يصطحب معه عددا من مساعديه أو رؤساء القطاعات بالوزارة مما يضيف قيمة ومسئولية أكبر، خاصة أن المتتبع لهذه الزيارات يجد أنها لا تقتصر فقط على كشف مواطن الخلل ومعاقبة المقصرين إنما تكتسب أهميتها من الاحتكاك مع الموظفين والحوار المباشر مع المرؤوسين والاستماع لآرائهم وأفكارهم وتطلعاتهم لتذليل المعوقات.
والأهم أن المتتبع أيضا لهذه الجولات أن الوزير يحرص على خلق بيئة محفزة تشجع على الإنتاجية، وذلك من خلال مكافأة المتميزين الحريصين على مصلحة العمل، ما يشحذ الهمم ويشجع على التميز.
وأخيرا.. نتمنى أن تتحول تلك الزيارات المفاجئة إلى واقع وثقافة يتبعها الجميع من وكيل وزارة إلى مدير، فكل مسؤول هو مسؤول عن أداء موظفيه ويُسأل عنهم، فإما يكون القدوة والمثل.. أو الذريعة وسبب الفشل.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها..