آراء أخرى

غزة تنتصر وإسرائيل تحتضر

احمد التايب يكتب..

مؤكد أن كسب المعركة الأخلاقية في أي صراع يعنى بداية حقيقية لحسم هذا الصراع، وما يدور الآن من عدوان متواصل وغاشم من قبل مُحتل يواصل ويستمر في اغتصاب أرض  شعب أعزل منذ 1948  ويرتكب حتى اللحظة الراهنة جرائم حرب من خلال إبادة جماعية وتهجير قسرى وتوسع في الاستيطان وفصل عنصرى وخناق اقتصادى، مستمرا فى حروبه الاستعمارية والتدميرية ضد شعب لا يريد إلا حقه وتحرير وطنه والحفاظ على أرضه ساعيا إلى السلام لا شيء غيره.

لكن للأسف لا يترك المحتل هذا الشعب الأعزل يعيش في سلام على أرضه إنما يمارس ضده حروب قذرة يرتكب فيها جرائم حرب مكتملة الأركان من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ والمرض وهدم المستشفيات، ولا يوقفه الآلاف من الشهداء أغلبهم من الأطفال والنساء، ولا عشرات الآلاف من الجرحى، ولا تهجير قرابة المليون ونصف نسمة من مساكنهم وإجبارهم على النزوح وترك منازلهم بل قصفهم دون مرعاة لا لقوانين حروب ولا معايير إنسانية..!

وهنا رأى العالم كله مُحتلا صهيونيا يُهزم أخلاقيا بعد تحويل قطاع بأكمله إلى مقابر للأطفال بعد أن تم قتل الآلاف وقتل الطواقم الطبية وقنص المدنيين واستهداف سيارات الإسعاف والمؤسسات الإنسانية كالمستشفيات والمدارس، وبيوت العجزة وذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤسسات الأمم المتحدة، وحتى وسائل الإعلام وأقربائهم لم يسلموا من آلة البطش والتدمير الإسرائيلية.

في المقابل، رأى العالم مقاومة لا تسعى إلا لتحرير وطنها، وتظهر للعالم كيف تكون الأخلاق عندما عاملت الأسرى الإسرائيلين معاملة إنسانية أخلاقية لتفضح ادعاءات الغرب وآلته الإعلامية الكاذبة، فكانت مشاهد تبادل الأسرى للفلسطينيين نموذجا يُدرس فى أخلاقيات الحروب.

والطريف أن في خضم هذه المعركة، كان رئيس الحكومة الإسرائيلية أكثر من استخدم مفردة الأخلاق في خطاباته وتصريحاته وذلك بحديثه المتكرر على الحرب الأخلاقية، في حين تصوت أكثر من 120 في العالم لصالح هُدنة إنسانية أو وقف حرب إنسانى إلا أنه يضرب هذه الأصوات عرض الحائط مستمرا في قتله وعدوانه على الأطفال والخدج، لتصوت مرة ثانية أكثر من 153 دولة لصالح وقف إطلاق إنسانى إلا أنه أيضا  يضرب هذه الأصوات عرض الحائط مستمرا مع من يدعمه من الأمريكان والغرب في ارتكاب جرائم حرب مكتملة الأركان في حق المدنيين العزل.

لينكشف زيف وكذب ما يدعون أنهم أصحاب أخلاق وأنهم نموذجا للديمقراطية في المنطقة وينكشف معهم زيف من يدعمهم بأنهم حماة الديمقراطية والإنسانية وحقوق الإنسان لتتحطم هذه الشعارات على صخرة المقاومة في معركة أخلاقية تاريخية تؤكد أن التاريخ في صالح المقاومة الفلسطينينة مهما طال الزمن أو قصر.. وأن المقاومة انتصرت وتنتصر في المعركة الأخلاقية وأن إسرائيل تحتضر أخلاقيا وهو بداية الزوال..

زر الذهاب إلى الأعلى