جذور الغضب
ولاحظ الكاتب أن المحفزات على التظاهر مختلفة من بلدٍ لآخر، ولكل منها ديناميتها الخاصة. لكن جذور الغضب متشابهة، وتعكس صدى الانتفاضات التي هزت العالم العربي في 2011، وهي الإخفاق في تلبية الآمال التي يتطلع إليها الشباب.
وسبق لخبراء أن حذروا من هشاشة الأمر الواقع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة يستشري فيها الفساد، وبطالة الشباب. وخرجت في تظاهرات لبنان والعراق شعارات متشابهة، عن ضرورة إسقاط الأنظمة.
وفي الأردن، أرغمت التظاهرات في العام الماضي رئيس الوزراء على الاستقالة. وفي أبريل الماضي، أجبرت تظاهرات شعبية على استقالة رئيسين في غضون أيام، عمر البشير في السودان، وعبد العزيز بوتفليقة في الجزائر. ولا يزال الجزائريون يواصلون التظاهر.
ونقل الكاتب عن الباحثة في معهد كارنيغي ببيروت داليا غانم يزبك، أنه “طالما هناك عدم مساواة، وسوء عدالة اجتماعية وتهميش، وفساد سياسي، واقتصادي، ومحسوبية، وزبائنية، فإن الناس لن تتوقف… بلغ صبرهم الذروة، وهم يريدون التغيير”.
ومع تصاعد الغضب، تتزايد الضغوط الاجتماعية، فنحو 60% من سكان المنطقة هم تحت الـ30 عاماً. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يدخل 27 مليون شاب إضافي إلى سوق العمل في الأعوام الخمسة المقبلة.
النمو
وأضاف الكاتب أن نسبة النمو الاقتصادي منذ 2009 هي أبطأ بمقدار الثلث عن السنوات الثماني الماضية، ويقول صندوق النقد الدولي، إن مستوى الدخل الفردي عند درجة “الركود تقريباً” وتفاقمت البطالة “بشكل خطير”.
واوضح أن الدولة هي رب العمل الأكبر في كثير من الدول. لكن الساعين إلى الوظائف من الشبان يشكون من شبكة الزبائنية التي تقف عائقاً دون تحقيق أهدافهم.
ولجأت حكومات عدة إلى إجراءات تقشف لتخفض العجز في الميزانيات، لتحقق من ضبط الدين. لكن ذلك يعني خفضاً للدعم الذي تقدمه الدولة للغذاء أوالوقود، في الوقت الذي تتمتع فيه النخب الحاكمة وزبانيتها، برفاهية مطلقة، ودون محاسبة إطلاقاً.