أخبار عربية و إقليمية

فضيحة تجسس كبرى تهز حماس.. وإعدام قيادي بارز بـ«كتائب القسام»

أعدمت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس الأحد، أحد عناصرها بسبب ما وصفته الحركة بـ”تجاوزات سلوكية وأخلاقية”.

وقال الجناح العسكري للحركة، في بيان: “نعلن أنه تم في تمام الرابعة مساء، تنفيذ حكم الإعدام الصادر بحق العضو في كتائب القسام محمود رشدي شتيوي، من قبل القضاء العسكري والشرعي التابعين للحركة، لتجاوزاته السلوكية والأخلاقية التي أقر بها”.

واعتقل “شتيوي” قبل أكثر من عام في إطار التحقيقات التي فتحتها الحركة على خلفية محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام، محمد ضيف من قبل إسرائيل في الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وفي مارس 2015، نشر موقع “الكرامة برس”، المقرب من حركة فتح، تقريرًا عنوانه “قيادي في كتائب القسام: عميل إسرائيلي يقف وراء محاولة اغتيال محمد الضيف”، خلال التقرير الذي لا يعتمد على أية مصادر معلنة، يذكر أن أبا المجد شتيوي “طيلة الفترة الماضية كان خارج دائرة الشبهات في أوساط حماس السياسية والعسكرية؛ كونه أخًا لشهيد، وتم قصف بيته في الحرب الأخيرة من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي، مع التأكيد أن الكشف عن سقوطه في مستنقع العمالة جاء بمحض الصدفة؛ حيث تبيَّن قيامه ببيع عدة صواريخ من الموجودة بحوزته لسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، كان قد أبلغ قيادة كتائب القسام بأنه قام بإطلاقها باتجاه المستوطنات الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة، وتم استدعاؤه من قبل جهاز الاستخبارات الخاص بكتائب القسام لمراجعته في هذه القضية؛ إلا أنه انهار في التحقيق، وقدم اعترافات وافية عن ارتباطه مع المخابرات الإسرائيلية، وكانت المفاجأة الكبرى الإدلاء باعترافٍ خطير ساهم في تفكيك لغز محاولة اغتيال محمد الضيف”.

وخلال يونيو الماضي، أقامت عائلة أشتيوي اعتصامًا أمام منزل رئيس الوزراء السابق، إسماعيل هنية، تطالبه فيه بالإعلان عن مصير ابنها محمود شتيوي (أبي المجد)، المختفي منذ أشهر لدى عناصر أمنية مجهولة رجحت حينها أنها تابعة لكتائب القسام.

لم يستجب “هنية” ولا أيّ من القيادات السياسية أو العسكرية لمطالب العائلة، وفي الثالث من يوليو تم فض الاعتصام بالاستعانة بعناصر الشرطة، التي اعتقلت شقيقَيْ أبي المجد، فيما اعتدت عناصر الشرطة النسائية على نساء العائلة بالضرب، وخاصة الصحفية بثينة شتيوي شقيقة أبي المجد، والتي صرحت عبر حسابها في فيس بوك بتعرضها للضرب المبرح بالهراوات أثناء محاولة اعتقالها، وانتقالها إلى مستشفى لمعالجة الرضوض فيما بعد.

اتهمت عائلة شتيوي في قطاع غزة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، بتصفية ابنها محمود رشدي شتيوي المنتمي إلى الكتائب، بسبب خلافات داخلية.

وقالت بثينة شتيوي لـ”وطن للأنباء” إن شقيقها “محمود” تم اعتقاله من قبل القسام قبل نحو العام، بعد العدوان الأخير على غزة في 2014، بسبب خلاف مع مسئوله المباشر في الكتائب، “ومنذ عام لا نعرف عنه أي معلومة ولم نره منذ ذلك الوقت”.

وأضافت أن عائلتها اجتمعت، اليوم، مع قيادات عسكرية من كتائب القسام، من أجل الوصول إلى حل لقضية شقيقها، ووعدوا بإخلاء سبيله خلال أيام، غير أن الموقع الرسمي لكتائب القسام أعلن تنفيذ حكم الإعدام بحق محمود شتيوي.

وحسب ما قالت بثينة لـ”وطن”، فإن القسام كانت تخشى إطلاق سراح شقيقها نظرا للمعلومات الحساسة التي يعرفها عن الكتائب “وإمكانية الانتقام”.

وذكر صوت إسرائيل باللغة العربية: “إن شتيوي الذي كان من المرشحين لتولي منصب قيادي أعلى في صفوف كتائب عز الدين القسام قد تم اعتقاله وتعذيبه لمدة أشهر عدة للاشتباه فيه بالتخابر مع إسرائيل”.

وقد أثار إعدام “شتيوي” صدمة وبلبلة في صفوف حماس، علما بأنه ليس المسئول الأول في الحركة الذي يتم إعدامه بشبهة التعاون مع إسرائيل، ويذكر أن حركة حماس قامت بموجة من الإعدامات في صفوفها بعد عملية الجرف الصامد، ومن بين الذين تم إعدامهم أيمن طه، أحد كبار المسئولين فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى