بدأت إدارة ترامب بتصعيد إجراءاتها ضد الميليشيات المدعومة من قبل إيران في اليمن، وذلك في إطار جزء من خطتها لمجابهة إيران عن طريق استهداف حلفائها في الأراضي اليمنية.
وبحسب تقرير لمجلة “فورين بوليسي الأمريكية، ترجمه موقع “إرم نيوز” الإماراتي، فإن الولايات المتحدة قامت الخميس الماضي بتحويل مسار إحدى المدمرات البحرية إلى الساحل اليمني لحماية النقل البحري من ميليشيات الحوثي والمسلحين المدعومين من إيران، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة تضمن هجمات بالطائرات دون طيار ونشر مستشارين عسكريين في اليمن لمساعدة قوات الحكومة الشرعية اليمنية.
وقال المصدر الذي تحفظ على اسمه وتحدث للصحيفة: “إن هناك معارضة كبيرة داخل إدارة ترامب لتدخل إيران في اليمن”. مضيفا أنه بالنظر إلى التصريحات العامة وبعض المداولات الخاصة في البيت الأبيض فإن الولايات المتحدة يمكن أن تشارك بطريقة مباشرة في محاربة الحوثيين بجانب حلفائها في السعودية والإمارات.
وبحسب المصادر نفسها، يصوّر معاونو الرئيس ترامب اليمن على أنها ميدان معركة هامة للإشارة إلى أن الولايات المتحدة ستسعى إلى اتخاذ تدابير ضد إيران، وستحاول التغلب على ما تعتبره فشل الإدارة السابقة في مواجهة نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، لكن هذا النهج المتشدد قد يؤدي إلى انتقام إيراني ضد قوات الولايات المتحدة في العراق وسوريا أو حتى اندلاع حرب شاملة مع إيران.
وكان مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل فلين، أصدر بيانًا الجمعة الماضي اتهم فيه قيادات المجتمع الدولي بأنهم “متسامحون جدًا تجاه سلوك إيران السيئ”؛ مضيفا أن “إدارة ترامب لن تتسامح مطلقًا مع الاستفزازات الإيرانية التي تهدد المصالح الأمريكية”.
وفي أول استجابة واضحة للهجمة التي تعرضت لها فرقاطة سعودية من قبل زوارق انتحارية حوثية، أمرت الولايات المتحدة مدمرتها البحرية (يو إس إس كول) بإلغاء “مهمتها الروتينية” في الخليج العربي يوم الخميس الماضي والتوجه إلى مضيق باب المندب، وذلك وفقًا لما أخبر به مسئول بوزارة البنتاغون مجلة فورين بوليسي.
وكانت المدمرة كول، هي السفينة الحربية ذاتها التي تعرضت لتفجير انتحاري من قبل تنظيم القاعدة في عام 2000 في أثناء تواجدها بميناء عدن؛ ما أسفر عن مقتل 17 بحارًا.
ومن المتوقع أن ترافق المدّمرة الأمريكية السفن المارة قبالة السواحل اليمنية في البحر الأحمر وفقًا لما ذكره مسئولون أمريكيون.
وشهدت المنطقة هجمات بصواريخ الحوثيين على مدمّرة الولايات المتحدة في يناير، والتي لم تتسبب في أي أضرار لكن إحدى السفن الإماراتية كانت تعرضت لضربة مباشرة في أكتوبر الماضي.
بالإضافة إلى ذلك فرضت الإدارة الأمريكية يوم الجمعة الماضي مجموعة جديدة من العقوبات على الأعمال التجارية الإيرانية بسبب تجربة إيران الأخيرة للصواريخ الباليستية.
وقال مستشارون في الكونجرس، إنه لمواجهة عملاء إيران في اليمن ستكثف الإدارة هجمات الطائرات دون طيار وسترسل مزيدًا من المستشارين العسكريين وستتضمن هذه الإجراءات أيضا تعجيل الموافقة على توجيه ضربات عسكرية ضد الميليشيات في اليمن، وهو الأمر الذي كان يتطلب مداولات رفيعة المستوى في ظل إدارة أوباما وتوسيع الجهود لمنع دخول شحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.
وبعد أن وعد ترامب خلال حملته الانتخابية، بأنه سيتخذ إجراءات صارمة ضد إيران جاء الاختبار الأول لهذه الوعود خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما أجرت إيران تجربة الصاروخ الباليستي، وقال المستشارون إن تلك التحركات تعزز نوايا فلين المتشددة تجاه إيران.
وتستهدف مجموعة العقوبات الجديدة الأفراد والشركات الإيرانية المشاركة في برنامج الصواريخ الإيراني حيث يتواجد بعضهم في لبنان والصين.