ما بين الحلم والحب تسكن سندريلا الشاشة سعاد حسنى، نسمعها تغنى للحب :”يا يا يا واد يا تقيل” وللحياة “الدنيا ربيع والجو بديع قفلى على كل المواضيع” وللغدر: “بانوا بانوا على أصلكوا بانوا ولا غنى ولا صيت دول جنس غويط وكتاب بيبان من عنوانه” وفى كل الحالات نغنى معها ونستمع لها.
فى كل مشهد تقدمه سعاد حسنى التى تمر علينا اليوم ذكرى ميلادها تسرقنا إلى عالمها حيث الحب والمرح والفرح وأحيانا الشجن.. تجرى وتضحك وتلعب وتمرح وكأن ليس بها شىء، رغم أن حياتها حدوتة طويلة مع الأيام والدنيا مليئة بالشجن والعذاب وعذابات الحياة، وليس كما كانت تبدو فى أفلامها تضحك وترقص وتغنى بل هى فراشة مجروحة تعتب على الدنيا بمفرادات بسيطة ونظرة حزينة “بقى هى الدنيا كده”.
سعاد حسنى الفتاة البريئة التى قال عنها العندليب ملامحها مصرية خالصة وأصر على أن تقف أمامه فى فيلم “البنات والصيف”، وأحبها وأحبته.. وغار عليها وغارت عليه ولم تكتمل قصتهما معا، لأسباب منها الشك، الغيرة، ويقال أن العندليب عندما تركته سعاد حسنى غنى لها رائعته “حبيبى والله لسه حبيبى والله وحبيبى..مهما تنسى حبيبى عمرى ما أنسى حبيبى.. ابقى افتكرنى”.
السندريلا نجمة استثنائية وبطلة مرحلة مهمة فى تاريخ السينما المصرية فى الحقبة التى تلت نكسة 67 لم تنافسها فيها إلا نادية لطفى فقط، ولكن سعاد حسنى ظل لها بريق خاص.. نجدها فى شخصية “فاطمة” فى “الزوجة الثانية” مختلفة عن “إحسان” فى “القاهرة 30” أيضا “زوزو” فى “خلى بالك من زوزو” هذه الشخصية الحية التى لن تتكرر فى التاريخ بدليل أنه الفيلم الوحيد الذى أستطاع منافسة فيلم العندليب “أبى فوق الشجرة” فى أطول مدة عرض فى السينمات.
“الأنوثة والإغراء وخفة الظل والشقاوة” مقومات لم تمتلكها سوى سعاد حسنى لذلك كانت ومازالت هى السندريلا ويصعب تكرارها مرة أخرى رغم محاولات بعض الفنانات فى أن يسيرن على نفس الخط الذى صارت عليه سعاد ولكن لم تنجح واحدة منهن فى أن تكون “سندريلا” جديدة للسينما المصرية.