فيراري… عملية بأربعة مقاعد ومحرك توربيني للشباب
الأربعاء – 27 شعبان 1438 هـ – 24 مايو 2017 مـ رقم العدد [14057] سيارة فيراري الجديدة… وتصميمها الداخلي لندن: «الشرق الأوسط» قد يكون اسم «جي تي سي 4 لوسو تي» طويلا نسبيا لسيارة شبابية خصوصا أن الشركة أطلقت في العام الماضي سيارة مماثلة في الاسم ولكن من دون «تي» الأخيرة التي تدل على الدفع التوربيني. ولكنها في جوهرها كانت فكرة ملائمة للعصر بسيارة عملية بأربعة مقاعد كاملة الحجم مع محرك سعته 3.9 لتر بشاحن توربيني مزدوج مكون من ثماني أسطوانات. وهي خفيفة الوزن وبلا دفع على كل العجلات، ولذلك فهي تصلح تماما لجيل الشباب للاستخدام في المدن وعلى الطرق السريعة.
وكان يمكن اختيار اسم اخف وطأة مثل «لوسو تي» أو «جي تي في 8» ولكن الشركة أصرت على الاسم الكامل لأن كل حرف فيه يدل على معنى، مع رقم أربعة للدلالة على عدد المقاعد وليس على الدفع الرباعي.
الشركة طرحت السيارة للتجربة العملية للإعلام الدولي في منطقة توسكاني الإيطالية ذات الطبيعة الخلابة وشاركت «الشرق الأوسط» في التجربة على مدار يوم كامل، وعبر مسافة تخطت 250 كيلومترا غطت طرقا سريعة وجبلية وريفية أكدت فيراري لوسو تي الجديدة على قدراتها الفائقة في تخطي المنعطفات بسرعة وكذلك فنون تخطي السيارات الرياضية الأخرى على الطرق الإيطالية. وإذا أراد السائق المزيد من التسارع، ما عليه إلا أن يحرك مفتاح ناقل الحركة إلى «سبور» حتى يسمع زئير الشاحن التوربيني إن لم يكن قد سمعه في وضعية القيادة المريحة.
لإنتاج هذه السيارة أسباب تجارية عملية ومنها أن الصين وبعض بلدان أوروبا تفرض ضرائب باهظة على المحركات الأكبر حجما من أربعة لترات وأعلى من ثماني أسطوانات. وكانت سيارة العام الماضي نموذجا أثقل وزنا بمحرك أكبر حجما من 12 أسطوانة ودفع على كل العجلات ولكن من دون دفع توربيني وهو ما يفضله عشاق فيراري الأصليين في عمر يفوق الخمسين عاما. وتقول الشركة إنها تتوجه بهذه السيارة إلى فئة عمريه أصغر ما بين 30 – 45 عاما. وهذه الفئة تستخدم سياراتها لفترات أطول ومسافات أبعد عن زبائن فيراري الأكبر عمرا.
وهي لذلك مرشحة للنجاح في منطقة الخليج التي وصلتها السيارة بالفعل، حيث متوسط عمر مشتري سيارات فيراري أقل من متوسطه الدولي كما أن الشباب يفضل السيارات الأخف وزنا ولا يحتاج إلى دفع على كل العجلات في المدن ولا يهمه أن قوة السيارة الزائدة تأتي من شاحن توربيني مزدوج.
ومن الخارج ليست هناك أي علامات تدل على الفارق بين سيارات المحرك الكبير والمحرك بالشاحن التوربيني سوى شكل أنابيب العادم وتصميم العجلات. وهذه قد تكون ميزة إضافية للطراز الأصغر والأرخص ثمنا من «لوسو» السابقة ذات الاثنتي عشرة أسطوانة.
هناك ملاحظات انتشرت في الإعلام الغربي حول شكل مؤخرة السيارة غير الانسيابي وهو شكل لم يكن معهودا في سيارات فيراري السابقة. والسبب في ذلك هو ضرورة إيجاد مساحة عملية مريحة لركاب المقاعد الخلفية خصوصا المساحة الرأسية التي حتمت أن يكون شكل السيارة مثل سيارات الهاتشباك.
وتعتبر فيراري هذا الموديل هو السادس لها ولا تنظر إليه كفئة من الموديل السابق، وذلك لأن جهود التجديد في هذا النموذج شملت معظم مكونات السيارة ومحرك جديد معدل من محركات مماثلة سبق للشركة استخدامها في طرازات أخرى.
وهي باختصار سيارة تصلح لكافة المهام. فهي فيراري لافتة للنظر وتصلح للمناسبات الاجتماعية الراقية وتسع أربعة أشخاص من العائلة أو الأصدقاء براحة تامة وهي اقتصادية نسبيا ونظيفة التشغيل. وعلى هؤلاء الذين يعتبرون أن سيارة بشاحن توربيني ليست فيراري أصلية أن يجربوا هذا الطراز وسوف يكتشفون أن القوة والديناميكية والتأهب تتواجد فوق التوقعات في هذا الطراز. فالانطلاق إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة لا يتخطى زمن 3.5 ثانية كما تفوق سرعتها القصوى المائتي ميل في الساعة.
وهي تحتفظ بخزان وقود السيارة السابقة بسعة 91 لترا ولذلك فهي تقطع به مسافة تزيد بنحو 30 في المائة عن طراز لوسو السابق. ويشعر السائق أنها اخف وزنا وأسهل قيادة من سابقتها. وهي أكثر اتزانا أيضا لأنها توفر تناسبا في توزيع الوزن بنسبة 46:54 بين الأمام والخلف. ولا يشعر السائق بأي تأخر في الدفع التوربيني عبر السبع سرعات التي يوفرها ناقل الحركة المزدوج الذي يمكن التحكم فيه من على المقود.
وأكد مسؤولو الشركة لـ«الشرق الأوسط» أنها لن تتوقف عن استخدام المحركات الكبيرة ذات الاثنتي عشرة أسطوانة على رغم المحاذير البيئية الأوروبية. كما كرر مسؤولو الشركة ما سبق وأعلنته فيراري في أنها لا تنوي تقديم طراز رباعي (SUV) في المستقبل المنظور.