مخاوف عدة تنتاب العالم خلال الآونة الأخيرة مع تفشي العديد من الأمراض، خاصة أن العالم لم يهدأ من فيروس كورونا ومتحوراته فضلًا عن محاولة السيطرة على جدري القرود في عدد من دول أوروبا.
فيروس ماربورج
وعاد أمس الأحد عاد فيروس ماربورج، وهو مرض شديد العدوى شبيه بالإيبولا، ليطل برأسه من جديد، بعدما أعلنت غانا، الأحد، رسميًا عن تسجيل إصابتين جديدتين.
شقيق إيبولا
وفيروس ماربورج الفتاك الذي عرفه العالم قبل 54 عامًا، يصفه العلماء بأنه “شقيق إيبولا”، الفيروس القاتل الذي أودى بحياة الآلاف خاصة في دول أفريقيا.
معدل الوفيات
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن معدل الوفيات بمرض ماربورج يبلغ نحو 9%، وهي نسبة مرعبة مقارنة بعشرات الأمراض الأخرى التي صنف بعضها “وباء” أيضًا.
وأفسد فيروس ماربورج، العام الماضي، فرحة منظمة الصحة العالمية بإعلان انتهاء التفشي الثاني لفيروس إيبولا في دولة غينيا الأفريقية، بعدما سجل حضورًا قاتلًا هو الأول في غربي أفريقيا.
وأعلنت منظمة الصحة وفاة مؤكدة بمرض فيروس ماربورج في دولة غينيا، وهي أول حالة معروفة في البلاد وغرب أفريقيا.
خفافيش الفاكهة الأفريقية
ويعتبر فيروس ماربورج من الأمراض الخطيرة للغاية وشديدة العدوى، واكتشف لأول مرة عام 1967 داخل مدينة ألمانية وحمل اسمها.
والفيروس من نفس عائلة الإيبولا، ويشترك معه في نفس المسبب، وهو خفافيش الفاكهة الأفريقية الموجودة بالكهوف والمناجم.
وتم التعرف على المرض لأول مرة بعد فاشيتين كبيرتين متزامنتين في مدينتي ماربورج الألمانية، وبلجراد عاصمة يوجوسلافيا آنذاك.
اكتشاف المرض
وجرى اكتشاف المرض داخل مختبر ألماني، حيث كان العمال على اتصال مع قرود خضراء مصابة تم استيرادها من أوغندا. وتم الإبلاغ عن حالات تفشي متفرقة في القارة الأفريقية، بالتحديد في أنجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا وجنوب أفريقيا وأوغندا.
ويبلغ متوسط معدل الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بين 24% وحتى 88%، والنسبة تعتمد على سلالة الفيروس وأسلوب مواجهة الحالات. وعانى العالم من 12 تفشيا كبيرا لفيروس ماربورج منذ ظهوره، معظمها في جنوبي وشرقي القارة الأفريقية.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إنه في المراحل المبكرة من المرض، من الصعب جدًا التمييز بين الأمراض المدارية الأخرى التي تسبب الحمى، مثل الإيبولا والملاريا، ولكن بعد خمسة أيام، يبدأ العديد من المرضى بالنزيف تحت الجلد أو في الأعضاء الداخلية أو من فتحات الجسم مثل الفم والعينين والأذنين.
العلاج
وأضافت المنظمة، أنه لا يوجد علاج حاليًا لهذا المرض، لذلك تتم مراقبة المرضى وعلاجهم بالسوائل، وتقوم الدراسات حاليًا بتجربة علاجات الأجسام المضادة والأدوية المضادة للفيروسات، ولكن لا يمكن إعطاؤها إلا كجزء من التجارب، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، يموت المرضى المصابين بفيروس ماربورج بعد ذلك من فشل الجهاز العصبي ويبلغ معدل الوفيات 50 %، وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، وتتفاوت معدلات الوفيات في حالات التفشي السابقة في ماربورج من 24 % إلى 88 % من المصابين.
ويمكن علاج الجفاف الذي يسببه المرض عن طريق السوائل الفموية أو الوريدية، وهذا يحسن الوضع ويسهم في بقاء المريض على قيد الحياة.
وقالت الصحيفة: ينتقل الفيروس في البداية إلى البشر من خلال التعرض للمناجم أو الكهوف التي تسكنها الخفافيش، ثم ينتشر من خلال الاتصال المباشر مع سوائل جسم المصاب أو الأسطح والمواد الملوثة بهذه السوائل.
الأعراض
وتستغرق فترة احتضان الفيروس بين يومين و21 يومًا، ما يؤدي إلى ظهور أعراض مفاجئة مثل الحمى الشديدة والصداع الشديد وآلام العضلات والإسهال الشديد والقيء والتشنج والشعور بالضيق الشديد.
أما الأعراض في مرحلة متقدمة فقد تشمل الهذيان وفقدان الوزن الشديد والتهاب البنكرياس والنزيف الشديد الذي يكون في وقت لاحق من العينين والأذنين، وصولًا إلى فشل العديد من الأعضاء والخلل الوظيفي.
وأعراض ماربورج تشبه أمراض أخرى التيفود والملاريا، ما يجعل تشخيصه صعبًا في البداية، ويؤخر حالة المصاب وقد يقوده للوفاة.
وبعض الإصابات بفيروس ماربورج تكون خطيرة إذ تحدث الوفاة غالبًا بين 8 و9 أيام من بداية ظهور الأعراض وحدوث نوبات النزف.