أصبحنا نتغنى بالشاي ومذاقه ولا نعرف من أين أتى لنا الشاي وقصة دخوله لمصر التي كانت بعد نفي الزعيم أحمد عرابى إلى جزيرة سرنديب عم 1882بعد هزيمة عرابي وانتفاضة الثورة العرابية ودخول الإنجليز لمصر.
عشرون عاما قضاها عرابى ورفاقه فى جزيرة سيلان أحبه خلالها شعب الجزيرة حتى أن عددا كبيرا منهم أسلم على يديه وتعلم منه الصلاة والصوم وتزوج من نسائهم وأنجب أربع أبناء من الذكور وأربعة بنات وشيد له أهل الجزيرة مسجداً ومقاماً باسمه مازال باقياً إلى الآن.
وفى سيلان التقى أحمد عرابى باشا ورفاقه الكبار بالسير توماس جونستون ليبتون وهو اسكتلندى من أصل أيرلندى يملك مزارع للشاى استضافهم وسقاهم من مزارعه مشروب الشاى لأول مرة فاستساغوه وأعجبهم وقال إنهم هنا فى سيلان يشربونه بالتوابل عادة لكن من الممكن أيضا شربه محلى بالسكر.
لم يستسغ العرابيون شرب الشاى فى البداية حتى أصبح مع الوقت مشروبهم الأول فى المنفى فأرسل عرابى باشا بعض هدايا من الشاى إلى شقيقه فى هرية رزنة وإلى بعض أصدقائه وأهله فى مصر ليجربوه وسألهم إن أعجبهم أن يخبروه ليرسل إليهم منه المزيد.
ومع بدايات القرن العشرين زاد إقبال المصريين على المشروب الجديد الذى أرسله إليهم الباشا أحمد عرابى من سرنديب حتى أصبح عام 1905 المشروب الأول فى مصر بعد أن تراجع مشروب القهوة بسبب ارتفاع سعر البن.
وفى يوم 28 سبتمبر سنة 1901 صدر قرار العفو عن أحمد عرابى وزملائه أصدره اللورد كرومر المعتمد البريطانى فى مصر ليعود عرابى إلى أرض مصر بعد عشرين عاما قضاها فى المنفى.