قال المسشتار حسن فريد رئيس محكمة جنايات القاهرة، في حيثيات حكمه في قضية فض اعتصام رابعة العدوية: “نحن في حرب فكري ضد المتطرفين سفاك الدماء البريئة التي تراق والأرواح المـظلـومـة التـي تزهق مـن قبل هؤلاء المنافقين المـتطرفين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون ظنا مـنهـم النيل مـن الدولة المصرية، وينبئ كثيرا عن غايتهم الحقيقية في إسقاط البــلاد إلى الهاويـة”.
وأضاف القاضي، أن تاريخهم (الجماعة الإرهابية ) ينهار وأنهم في حالة الاحتضار وليس لديهم سوى هذا الخيار، إلا أنهم أبوا فقاموا باستقطاب الشباب وزعزعوا عقيدتهم وتضليلهم وزعزعت نفوسهم ودسوا عليهم حلاوة القول المغلوط وأفكارهم المتطرفة ودسوا سمومهم بالجهل والتطرف والفهم المنحرف مستغلين ما لمسوه فيهم بالتسليم بما يقولون والثقة فيما يصنعون والطاعة لما يأمرون فراحوا يدسون عليهم حلاوة القول المتطرف وما يشق الصف ويزيد الفرقة بين أبناء الوطن الواحد للإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي وبين كل من طالب بإقصاء رئيسهم، فنزعوا عنهم لباس التقوى ووصفهم بالخونة والكافرين، وصوروا لهم لقائهم بهم كلقاء الأعداء في المعركة، إنه ضلال مبين وكذب على الدين من إثم وبغي وعدوان مبين هدفهم إسقاط البلاد وإذلال العباد فما منهم أحد عالم بالدين أولئك كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ضلاله، لاتباعهم أفكار سيدهم (سيد قطب) الذي يجهل الدين ويكفر المجتمع واستباح قتال المسلمين بدعوة عدم تطبيق الشريعة وخالف إجماع الأئمة وأهل العلم تلك هي عقيدتهم هم بها مقتنعون لتقديم صور مفزعة ومروعة من قتل وتخريب وحرق وإبادة لكن ما نجحوا فأرض الكنانة قوية آمنة من عند الله فقال: “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين” (يوسف 99).
وأوضح أن الإرهاب الذي تتعرض له مصر، هو إرهاب عالمي وإقليمي وتقف من ورائه دول وتنظيمات، تمويلا وتدريبا، وتتخذ من الدين الإسلامى الحنيف ستارا لأفعالها المرفوضة والملفوظة التي لا سند لها في صحيح الدين الإسلامي، وأن تـلك الـدول التـي تقوم على تمويل وتدريب الإرهابيين، تعمـل أيضا على تجنيد الشباب في تلك التنظيمات الإرهابية من خلال وسائل إعلامها ومواقع إلكترونية تستخدمها كمنصات لنشر الفكر الإرهابي، مؤكدا أن الحرب التي تخوضها الدولة المصرية ضد الإرهاب ستنجح في ظل الإستراتيجية الشاملة التي وضعتها الدولة لحصار الإرهاب وضرب جذوره وقتلاعة والقضاء عليه.
وناشد القاضي رجال الدين الإسلامي والمسيحي بعدم ترك الشباب فريسة للجهل وذلك باستغلال الجماعات المتطرفة والقوى الرجعية حماس الشباب مستغلين فقرهم وجهلهم بدينهم، وذلك بسرعة القيام بواجبهم الوطني بكل همة وأن يتحركوا بصورة مكثفة وسريعة تتناسب مع تطورات العصر بسبب التقدم السريع والمتواصل في وسائل تداول المعلومات ووجود مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع: “الأفكار المتطرفة تنتشر وتتحرك بسرعة بسبب تلك المواقع (التواصل الاجتماعي وغيرها ) فإن أوزار المجتمع تنهار بسبب الخلل الثقافي الذي تربي عليه (الشباب) ولا بد على الدولة المصرية أن تحكم سيطرتها على تلك المواقع التي تدعوا إلى الإرهاب وتحجبها عن التداول حفاظا على الأمن القومـي المـصري، وممـــا زاد مـــن جمـعهم فــي رابــعة (الجمـاعات الإرهـابية) اطفــال الشوارع والعاطلين وانتشار ظاهرة البطالة والنساء والشيوخ والباعة الجائلين فقد تباينت أهدافهم مما صادف أهوائهم ما بين الحصول على جعل مادي مما يوزعون أو إعاشة مما يقدموه أو مئوي مما يوفروه.
وناشد “فريد” الدولة المصرية بسرعة معالجة هذه الظاهرة (البطالة) لتفاقمها في الآونة الأخيرة والقضاء عليها وبضرورة الاهتمام بأطفال الشوارع وبذل العناية اللازمة لتأهيلهم وإعدادهم لكي ينخرطوا داخل المجتمع والاستفادة منهم كقوة بشرية منتجة في المجتمع وفي كلِّ الأحوال؛ فإنه من الأهمية بمكانٍ أن تقومَ الدولة المصرية بتركيز جهودها واهتماماتها بهؤلاء الأطفال صحيًّا وبدنيًّا، وتأهيلهم نفسيا بتعالم دينة ويجب الاهتمام بعقله ووجدانه، من خلال كلِّ السبُل المتاحة شفاهةً أو كتابة، مع توجيه الإعلام المسموع والمرئيِّ لما فيه خير الطِّفل في حاضره ومُستَقبله فهم جيل المستقبل اوالخطر الداهم.
وقال: “هؤلاء الأطفال شباب المستقبل يمكن الاعتماد عليهم وبذلك سوف يختفي الخطر الذي يسببه الأطفال من السرقة والانحراف والإجرام والتشرد ونقمتهم على المجتمع ومنع المنظمات الإرهابية من استقطابهم بل إنهم سوف يقومون بمساعدة الآخرين وهم أيضا يقوموا بمنع تشرد الأطفال وبذلك نصبح دولة متقدمة بشبابها وأطفالها ولا يشوبها أي نوع من أنواع العنف والجهل والإجرام والأمراض بل ستصبح دولة أكثر دول العالم تقدما بدلا من اجتذابهم واستقطابهم بمعرفة الجماعات والتنظيمات الإرهابية وانتشار ظاهرة الإرهاب وذلك بإدخال الأفكار الشاذة والمتطرفة وفقا لفهمهم غير الصحيح لتعاليم الدين الإسلامي السمحة وكأداة لضرب الدولة المصرية”.
وقضت المحكمة على المتهمين في القضية بالإعدام شنقا على صفوت حجازي ومحمد البلتاجي وعصام العريان وعبد الرحمن البر وطارق الزمر وعاصم عبد الماجد وعمر زكي و68 آخرين، والمؤبد لمحمد بديع وعصام سلطان وباسم عودة و43 آخرين، والمشدد 15 سنة ضد 374 متهما، والسجن 10 سنوات مشدد لأسامة نجل المعزول محمد مرسي، و10 سنوات لـ22 متهم حدث، والسجن 5 سنوات ضد 215 متهما بينهم المصور الصحفي محمود شوكان، وانقضاء الدعوى ضد 5 متهمين لوفاتهم.