الركن الإسلامي

قصة الاسكتلندي الذي أسلم في 18 شهرًا دون أن يلتقي مسلمًا    

(يهدي الله لنوره من يشاء) .. هذه الآية الكريمة تمثل حال رجل اسكتلندي في منتصف العمر، أسلم دون أن يلتقي في حياته ولو بمسلم واحد يعرفه بالإسلام، بل شرح الله صدره للإسلام دون توجيه أو إرشاد من أحد .. فقط استمع بقلبه وروحه قبل أذنيه للأذان، فأشعل بداخله نور الإيمان فأسلم.

يحكي هذا الرجل قصته مع الإسلام- والتي نشرتها صحيفة Independent البريطانية- فيقول: “كنت أقضي عطلتي على احدى شواطئ تركيا، حينها سمعت صوتًا عذبًا يقول كلمات لم أكن أفهمها حينها .. ولكنها أيقظت في داخلي شيئًا أفتقده لا أدري ما هو .. إنه الأذان الذي أوحى لي بالبدء في البحث عن الإسلام”.

عاد الرجل الاسكتلندي من رحلته إلى بلاده بعد انتهاء عطلته وعقله وروحه لا يزالان متعلقان بذلك الشعور الرائع الذي أحس به حين سمع الأذان .. وما أن وصل إلى مدينة  إنفرنيس بضمال اسكتلندا حيث يعيش، حتى ذهب إلى المكتبة المحلية واشترى نسخة من القرآن الكريم وبدأ في قراءتها وهو يدعو الله أن يهديه في رحلته هذه إلى الطريق الصحيح.

يحكي الرجل كيف كان يجثوا على ركبتيه ويدعو الله .. ويقول: “كلما كنت أقرأ في القرآن الكريم كنت أشعر بهزة بداخلي، فهذا الكتاب يستطيع بحق أن يكشف يضع الإنسان أمام مكنونات نفسه التي يكرهها ويكشفها له، والتي كان يخفيها عن كل الناس ولا يريد أن يطلع عليها أحد”.

ويكمل فيقول: “كان باستطاعتي التوقف عن قراءة القرآن في أي وقت .. ولكن في نفس الوقت كنت أعلم أن التوقف يعني التخلي عن شئ مهم حقًا يحدث لي، بل كنت أعرف أن النتيجة النهائية لتلك التجربة التي أمرها بها هي: أني أريد أن أكون مسلمًا”.

عكف الإسكتلندي المسلم على قراءة القرآن حتى قرأه ثلاث مرات، وكنت أحاول أن أتصيد أي شئ يشككني فيه أو فيما أشعر، ولكني لم أجد .. بل كنت أزداد راحة في كل شئ كلما قرأت.

ويستكمل قصته فيقول: “قضيت فترة طويلة أبحث على الإنترنت عن أشخاص مروا بنفس تجربتي وأسلموا .. ورغم أن كل واحد منهم كانت تحربته فريدة، ولكني شعرت بالاطمئنان وأن حالتي ليست حالة شاذة أو غريبة قد ينظر إليها الناس”.

واستمر الرجل في بحثه عن الإسلام .. ويقول: “كنت أضع كل شئ أقرأه أو شعور أشعر به موضع الشك .. بدأت بالشك في نفسي وفي كل ما أسمع وكل ما أقرأ”.

ويكمل: “رحلتي هذه استمرت 18 شهرًا .. بعض الناس أخذوا وقت أقصر من هذا، والبعض الأخر أخذ وقتًا أطول، وكنت أسير في رحلتي تلك بمفردي دون توجيه أو مساعدة من أحد .. بل لم أكن قد قابلت مسلمًا بعد”.

ويضيف: “في النهاية استمعت إلى نداء قلبي، وبعد مرور 18 شهرًا من البحث والقراءة، اعتبرت نفسي مسلمًا وبدأت أمارس شعائر الإسلام .. فكنت أصلى وأصوم وأأكل وأشرب وفق ما ورد في القرآن الكريم”.

ويستمر المسلم الاسكتلندي في قصة فيقول: لم أكن قد اكتشفت بعد أن هناك مسجدًا صغيرًا في مدينتي .. وعندما علمت بوجوده انطلق مسرعًا وطرقت الباب .. ورحبوا بي رغم مفاجأتهم وارتباكهم في البداية، وأنا الآن ضمن جماعة المسجد”.

ويضيف: “أعرف أنني ما زالت لدي أشياء كثيرة أحتاج إلى أن أتعلمها” .. ولكني أعلم أن الإسلام يعني أن تتقبل الأخر وأن تحترم الخصوصيات والثقافات في العالم، وأنه يضمن الحرية لتحدد هويتك الخاصة بك ما دمت ملتزمًا بالتعاليم والمبادئ المذكورة في القرآن الكريم”.

ويختتم المسلم الإسكتلندي قصته فيقول: “أنا اليوم رجل إسكتلندي أبيض في منتصف العمر، وأنا كذلك مسلم وسعيد بإسلامي”.

زر الذهاب إلى الأعلى