قطر تواجه عزلة لا نهائية بسبب المطالب العربية
لا تزال قطر تغرد خارج السرب العربي بعد ظهورإيران كشريك رئيسي لها ومساعيها الرامية إلى زعزعة استقرار دول المنطقة العربية، إذ أن خياراتها السياسية قد تدفعها إلى الهاوية نظرًا لتعليق مطالب الدول المقاطعة، وإتاحة الفرصة لطهران بالتواجد داخل عمق مجلس التعاون لمواجهة السعودية والإمارات.
والسؤال الأهم.. هل ستفرض الدول المقاطعة عقوبات جديدة على الدوحة؟
سفير دولة الإمارات في موسكو، عمر غباش، أكد أن الدول المقاطعة تدرس فرض عقوبات جديدة على قطر نظرًا لإلتفافها حول إيران ودعمها لجماعات التطرف لفترة طويلة.
أما عدم استجابة قطر لمطالب السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يشير إلى أنها ستواجه عزلة لانهائية، وسيتم طردها من مجلس التعاون الخليجي، وأيضًا تخيير الشركاء التجاريين في التعامل معها.
ليس هذا فقط، بل أن الدول التي طالبت بنظام مراقبة غربي على الدوحة ستقبل بأن يُطبّق هذا النظام عليها لضمان عدم قيام أي منها بتمويل الإرهاب.
يأتي ذلك وسط إصرار الدول المقاطعة على اتخاذ قرار بعدم التفاوض مع الدوحة بشأن قائمة من 13 مطلبًا، حيث أصبحت الآن الكرة في ملعب قطر.. إما أن تتوقف عن دعم الإرهاب والتطرف أو تعاقب.
لكن حتى كتابة تللك السطور، لم يصدر أي تصريح رسمي قطري، إلا أن مسؤول بالدوحة قال: "لو أن قطر خسرت حربًا، لما تسلمت مطالب استسلام كهذه، فالقائمة شملت مطالب أثارت استغراب كثير من المراقبين في الدوحة، من بينها إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، وهو ما اُعتبر إعلانًا واضحًا لرفض الدول الخليجية للوجود التركي في الخليج، وهو من شأنه أن يثير أزمة مع أنقرة".
"المسؤول القطري" اعتبر فكرة فرض رقابة دورية تصل إلى عشر سنوات من دول الخليج الثلاث على قطر، أمرًا خطيرًا، ينبع من فكرة استجلاب تدخل جهات دولية في الأزمة للمساعدة في تطبيق أنظمة رقابة مالية، وهو بحد ذاته محاولة لتدويل الأزمة وربط قطر في ملف الإرهاب.
فقبول الدوحة بالمطالب العربية، هو اعتراف ضمني بكل الاتهامات التي وجهت إليها منذ بدء الأزمة، وهو ما قد يدفعها إلى مؤشراتخطيرة قد تؤول بها في نهاية المطاف للمثول أمام محاكم دولية، مالم تُثبت بالأدلة براءتها من تلك الاتهامات، وفقًا للمسؤول.
اللواء عبد المنعم كاطو، المستشار السابق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، والخبير العسكري، أكد لـ"التحرير" أن استمرار قطر في نهجها العدائي للدول العربية، ودعمها المتواصل للإرهاب، سيتسبب في عزلها من الجامعة العربية ومجلس التعاون، إضافة إلى محاكمة الأسرة الحاكمة أمام الجنائية الدولية".
وأوضح الخبير العسكري، أن العالم الآن بدأ يواجه الإرهاب، ولن يتراجع حتى يقضي عليه، منوهًا إلى ضرورة استجابة الدوحة للمطالب العربية.
يُذكر أن وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال في وقت سابق: إن "الدوحة لن تتفاوض حتى تُرفع الإجراءات العقابية التي فرضت عليها"، نافيًا "تهم دعم أي منظمة إرهابية عن بلاده".
بل أن السفير القطري بواشنطن، مشعل بن حمد آل ثاني، شن هجومًا حادًا على الإمارات، قائلًا: إن "الإمارات لها دور في غسيل الأموال للإرهابيين، وأن الإماراتيين كانوا من بين خاطفي الطائرات الذين هاجموا البرجين"، مشيرا إلى أن عدد المدرجين على اللوائح الأمريكية والأممية للإرهاب من الدول المقاطعة يفوقنا 10 مرات.
وكانت قد سلمت الكويت لقطر قائمة بـ13 مطلبًا مقدمين من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بعد 18 يومًا من المقاطعة.