يترقب العالم عقد القمة التاريخية بين الكوريتين والمقرر لها 27 من أبريل الجارى فى قرية بانمونجوم الحدودية الواقعة فى المنطقة المنزوعة السلاح والتى تم فيها توقيع الهدنة المتعلقة بالحرب الكورية، والتى سترتب عليها عدد من الاعتبارات المتعلقة بالترتيبات الأمنية وإجراءات حفظ السلام فى الشرق الأقصى، وتستمد تلك القمة أهميتها من عدة اعتبارات.
يرتب على تلك القمة عقد القمة التاريخية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الكورى الشمالى كيم جونج أون، ما يعنى أن نتائج القمة بين الكوريتين ستحدد ملامح قمة واشنطن ـ بيونج يانح المقررة فى مايو المقبل.
تأتى القمة المرتقبة كنتاج الدبلوماسية الصينية طويلة الأمد، تلك التى دعمت كوريا الشمالية الملاصقة لحدودها منذ نهاية الحرب بين الكوريتين قبل أكثر من 65 عاما، ما يعنى دخول النفوذ الصينى الدبلوماسى مرحلة جديدة لم تعد فيها أمريكا اللاعب الوحيد فى العلاقات الثنائية.
ورغم أن الكوريتين عقدتا قمتين سابقتين عام 2000 ثم عام 2007 فى العاصمة الكورية الجنوبية سول، فإن هذه القمة ستعقد فى المنطقة منزوعة السلاح بين الدولتين الجارتين، وهى سابقة لم تحدث من 68 عاما.
جدول أعمال القمة
وفقا للتقارير وأوراق السياسات الصادرة عن الكورتين فإنه من المقرر أن تناقش القمة 3 محاور أساسية مطروحة على جدول الأعمال، ومع ذلك ليس من المضمون حدوث اختراق دبلوماسى كبير متمخض عن اللقاء وهذه البنود هى نزع السلاح النووى، والتوصل لسلام دائم، وتحسين العلاقات بين البلدين.
قبل أيام قال مسؤول رئاسى فى كوريا الجنوبية إن بلاده تسعى لإعلان نزع السلاح النووى فى القمة المرتقبة مع كوريا الشمالية، وقال المسؤول إنه من الطبيعى البحث عن مثل هذا الإعلان لأن نزع السلاح النووى هو أحد بنود جدول الأعمال الرئيسية الثلاثة لقمة 27 إبريل، إلى جانب تحقيق سلام دائم فى شبه الجزيرة الكورية وتحسين العلاقات بين الكوريتين.
وأضاف المسؤول فى بيان صحفى وزعته الرئاسة الكورية الجنوبية على وكالات الأنباء أن سول تسعى إلى إصدار إعلان عن نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية خلال القمة بين الرئيس مون جاى – أون والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون فى قرية بانمونجوم الحدودية.
الخبرة الليبية
بالنسبة إلى حل القضية النووية الكورية الشمالية، قال المسؤول إن الحل على الطريقة الليبية، سيكون من الصعب تطبيقه إذا كان يعنى منح بيونج يانج مكافآت فقط بعد أن تفكك برنامجها النووى بالكامل، حتى لو تم ذلك بطريقة يمكن التحقق منها وبصورة لا رجعة فيها.
ويشار لـ”خبرة الحل الليبى” إلى واقعة تفكيك البرنامج النووى الليبى فى عهد الرئيس المقتول معمر القذافى ووقتها قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مكافآت لليبيا ثلاث مرات بعد أن تخلت طرابلس عن برنامجها النووى فى أوائل العقد الأول من القرن الحالى.
السلام والدبلوماسية
أما البند الثانى المتعلق بالتوصل إلى صيغة للسلام الدائم بين الدولتين فإنه “من السابق لأوانه” أو من “المستبعد” أن يتم ذلك فى إبريل الجارى، لكن تقارير ودراسات معنية ببحث السلام بين الكوريتين تتوقع أن يتم ذلك لكن على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل.
وبخصوص البند الثالث وهو إحداث اختراق دبلوماسى وتحسين العلاقات، فإن ذلك وارد اتساقا مع رغبة الدولتين فى رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى بينهما، ويمكن التنبؤ بذلك من خلال ما تم الكشسف عنه بخصوص احتمال نقل وقائع القمة فى بث مباشر، أى أن البلدين لديهما النية الحقيقية فى تحسين العلاقات.
على كل حال من المبكر للغاية الحكم على نتائج تلك القمة، لكن ربطها بقمة واشنطن ـ بيونج يانج، ضرورى لفهم الترتيبات الأمنية الجديدة، وفهم حالة الترقب بين واشنطن (داعمة كوريا الجنوبية) والصين (داعمة كوريا الشمالية) وتعقيدات السياسة الدولية فى إقليم جنوب شرقى آسيا وبحر الصين الشرقى.