تناول بريان بينيت ودبليو. جي. هينيغان في مجلة “تايم” الأمريكية النتائج التي قد تسفر عنها القمة المحتملة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون، فقالا إنه مع اقتراب إدارة ترامب من إجراء محادثات مع الديكتاتور كيم، تتزايد المخاوف في أوساط الحلفاء ومسؤولي الأمن القومي الأمريكي حيال ما إذا كان ترامب قادراً على توفير اتفاق نووي تاريخي من دون أن يقدم تنازلات واسعة.
وقال الصحافيان إن ترامب كشف خلال محادثاته مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، أن الولايات المتحدة منخرطة في مباحثات مباشرة “على مستوى عالٍ جداً” مع مسؤولين كوريين شماليين. وأوردت صحيفة “واشنطن بوست” أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إي” المنتهية ولايته مايك بومبيو الذي رشحه ترامب لتولي منصب وزير الخارجية، قد اجتمع مع كيم في كوريا الشمالية في عطلة عيد الفصح.
ولفتا إلى أن المخاطر عالية جداً، إذ أن كيم وأسلافه طالما طالبوا بالإعتراف بهم كقوة نووية وبانسحاب 28 ألف جندي أمريكي متمركزين في كوريا الجنوبية، من شبه الجزيرة الكورية. وقد نقل كيم إلى إدارة ترامب رغبته في نزع السلاح النووي، لكن مسؤولين بارزين في الأمن القومي الأمريكي يحذرون من الدخول في عملية تفاوض طويلة قد توفر لبيونغ يانغ شراء الوقت اللازم لاستكمال تطويرها لصاروخ باليستي عابر للقارات يمكن تزويده برأس نووي ويبلغ مداه السواحل الأمريكية.
التسلح النووي مستمر
وأشارا إلى أن المحللين يعتقدون أن برنامج التسلح النووي لكيم مستمر بخطى متسارعة، وأنه قد يكون قادراً في غضون عام على التزود بصاروخ باليستي قادر على حمل رأس نووي والوصول إلى البر الأمريكي. ونقلا عن مؤسسة موقع “خط العرض 38 شمالاً” جويل ويت أن “الخوف الأكبر أن يدخل ترامب الغرفة مع كيم جونغ-أون ويعرض عليه سحب كل القوات الأمريكية مقابل أن تتخلى بيونغ يانغ عن سلاحها النووي”. وقالت إن شينزو آبي قلق من احتمال ابرام صفقة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تجعل من اليابان عرضة لهجوم “لكن في نهاية المطاف، سيفعل ترامب ما يريده”.
تهميش اليابان
وذكّر الكاتبان بأن ترامب منح “بركته” لزعيمي الكوريتين ليناقشوا مسألة وضع حد رسمي للحرب الكورية، التي لا تزال مستمرة من الناحية الرسمية على رغم توقف القتال إثر التوقيع على هدنة عام 1953، وهي خطوة طالما ألح الرؤساء الأمريكيون على أنها تاتي فقط عقب موافقة بيونغ يانغ على التخلي عن برنامجها للتسلح النووي. وأبرز إعلان ترامب عن زيارة بومبيو لبيونغ يانغ في الوقت الذي كان شينزو آبي يقف إلى جانبه، حجم تهميش دور اليابان حتى الآن في المفاوضات الكورية، التي تدور في معظمها بين سيول وواشنطن.
وقالا إن إجراء كوريا الشمالية 26 تجربة صاروخية العام الماضي شكل قلقاً لدى آبي بالنسبة للأمن القومي. وسقط معظم الصواريخ في البحر فقط على مسافة 200 ميل مقابل اليابان، بينما حلق العديد منها فوق الشطر الشمالي من البلاد. وأصر آبي على ترامب في اجتماعهما المغلق على أن يبحث الرئيس الأمريكي عندما يجتمع مع كيم، في مصير عشرات المواطنين اليابانيين الذين خطفتهم كوريا الشمالية بين عامي 1970 و1980.