تحقيقات و تقاريرعاجل

قمة ترامب وكيم… العواطف لا تصنع اتفاقاً نووياً

يسود اعتقاد أن سبب قطع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قمته في فيتنام مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، ينسجم مع الحكمة التي تتردد في واشنطن، ومفادها أن “لا صفقة نووية أفضل من صفقة سيئة”. لكن حسب يوري فريدمان، محرر لدى موقع “ذا أتلانتيك” يغطي شؤوناً دولية، ليس معروفاً بعد أسباب قطع ترامب اللقاء، ولا إلى أين يتجه بشأن كوريا الشمالية.

وينقل الكاتب عن عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي حضر اجتماعاَ للجنة العلاقات الخارجية في الأسبوع الماضي، واستمع إلى تقرير سري تلاه ستيفن بيغون، ممثل الرئيس الخاص لكوريا الشمالية، وأفاد أن الإدارة تعلق الآن آمالاً لتحقيق انفراج في مفاوضات على مستوى أدنى. وزعم بيغون بأنه رغم عدم تحقيق القمة للصفقة المرجوة، قد تجبر ديبلوماسية ترامب الشخصية كيم على إجبار زعيم كوريا الشمالية لتوجيه المفاوضات لصالحه، من أجل التوصل إلى صفقة.

ويلفت كاتب المقال إلى تصريح أدلى به، قبل عام، مسؤول رفيع في الإدارة، عندما وافق ترامب على عقد لقاء مع نظيره الكوري الشمالي، مذكراً بفشل محادثات من أجل نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، خلال عهود كلينتون وبوش وأوباما.
وفي عهد ترامب الذي يعوّل على “علاقته العظيمة” مع كيم كسبب رئيسي محتمل لنجاحه في مسعى فشل في تحقيقه رؤساء سابقون، حدد تاريخ ومكان لقاء الزعيمين للاجتماع، ثم تركت مسألة تحقيق نتائج لنوابهما، لا العكس.

بصيص أمل
ويرى نقاد أنه بتركيزه على تعاملاته الشخصية مع كيم، قطع ترامب الطريق على مستشاريه. ولكن بعد القمة الثانية التي انتهت دون اتفاق، توحي إدارة ترامب بتوافر بصيص أمل بمعنى أن انهيار القمة قد يساعد في تمكين ديبلوماسين وتكنوقرط من كلا البلدين.

ونقل كاتب المقال عن السناتور الديمقراطي كريس مورفي قوله إنه “قبيل لقائهما في هانوي، بدا واضحاً لبيغون أن كيم كان يمارس لعبة الانتظار للقائه المنفرد مع ترامب”. ويعتقد بيغون أن الانسحاب من القمة “يوفر ظروفاً لإجراء مفاوضات جادة (من قبل مسؤولين على مستوى أدنى) لم تكن ممكنة لو لم يدرك كيم أنه لا يستطيع نصب كمين لترامب”.

دفاع
ودافع بيغون، في مؤتمر عقد في واشنطن، عن أسلوب ترامب في التعامل مباشرة مع كيم، قائلاً: “حاولنا طوال 25 عاماً رفع مستوى المحادثات من المستوى العملي إلى القيادي، دون جدوى. ولا يستطيع أحد سوى كيم تهيئة المجال لنظرائي الجالسين في وجهي على الطاولة أن يتحلوا بالمرونة والليونة والإبداع لإيجاد حلول لتلك القضايا”.

ورغم ذلك، أقر مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية بأن كيم لم يفسح بعد لنوابه مجالاً للتفاوض. وقال المسؤول، في لقاء مع صحافيين الأسبوع الماضي: “نحتاج لأن يتمتع مفاوضو كوريا الشمالية بسلطة أوسع مما كانوا عليه عند التحضير للقمة، بشأن نزع التسلح النووي”. وأكد المسؤول نفسه أن لقاءات ترامب بكيم شكلت ميزة لا غنى عنها. ولم تكن خاطئة.

انتزاع تنازلات
وقال رون جونسون، سناتور عن الحزب الجمهوري، حضر مؤتمر بيغون إنه ما زال مقتنعاً بأن المحادثات بين زعيمين تشكل مكوناً رئيسياً لنهج الإدارة. ويبدو واضحاً أن كيم جاء إلى فيتنام لانتزاع تنازلات اقتصادية من ترامب في مقابل القليل، كما فعل قادة كوريا الشمالية، مع رؤساء أمريكيين سابقين. ويبدو بوضوح أن كيم جاء إلى فيتنام معتقداً أنه قادر على التباحث مع ترامب بشأن صفقة سيئة، وخير لنا أنه عجز عن تحقيق هدفه”.

في ذات السياق، قال مورفي: “أعتقد أنه تكون لدى كيم اعتقاد بأن رسائله العاطفية إلى ترامب ستؤدي لرفع عقوبات مقابل شيء أقل من نزع تسلح نووي كامل. وظن ترامب أن تلك الرسائل ستؤمن له نزع سلاح نووي كامل مقابل العقوبات. أعتقد أنه اتضح سريعاً أن لا شيء من تلك التوقعات سوف يتحقق”.

ولخص ألكساندر فرشبوه، سفير أمريكي أسبق لدى كوريا الجنوبية نتيجة القمة قائلاً: “تعلم الزعيمان درساً بأن العواطف لا تقهر كل شيء”.     

زر الذهاب إلى الأعلى