أخبار عربية و إقليميةعاجل

كاتب تركي يتطاول على «ولي عهد السعودية» بسبب زيارته إلى مصر

استمرارا لسياسة العداء التركي المعلن والخفي ضد دول منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا السعودية ومصر؛ لأنهما جناحا الأمة العربية، حيث بدا واضحا أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، والاتفاقات المهمة التي وقعها مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، أغضبت الجانب التركي، وأثارت حفيظته، خصوصا أنها كانت تحلم بزعامة المنطقة من خلال تأجيج الخلافات بين القاهرة والرياض.

ووجه الكاتب التركي إبراهيم قراجول، المقرب من النظام “رسالة” إلى ولي العهد السعودي، حملت نبرة تعالي عثمانية، حيث حذره مما أسماه «الفخ الكبير» الذي نُصب لبلاده عبر جرها إلى جبهة ضد تركيا، تضم الإمارات و(إسرائيل) ومصر والسعودية وأمريكا– على حد زعمه.

وزعم الكاتب «إبراهيم قراجول»، في مقال بصحيفة «يني شفق»، المقربة من النظام التركي، أن تلك الدول لا تستهدف إيران، وإنما العالم الإسلامي والسعودية، مهد الإسلام، وطالبه بالاستيقاظ قبل فوات الأوان؛ فالمملكة لن «تستطيع حماية الكعبة ومكة والمدينة بالتعاون مع من يحتلون القدس»-حسب قوله.

وقال الكاتب التركي إن نظرة السعودية إلى تركيا على أنها تقف في محور العداء للمملكة تمثل خطرًا كبيرًا.

وأضاف مدعيا: «لقد أسست كل من الإمارات وإسرائيل ومصر والسعودية والولايات المتحدة جبهة ضد تركيا، فتركيا هي الدولة التي يستهدفها هذا المحور الجديد علانية، وإن بدا هدفه الظاهري هو إيران؛ فهدفهم الأساسي هو إيقاف تركيا، يجربون كل سبيل من داخل سوريا إلى كل ركن من أركان المنطقة؛ لإضعاف يد تركيا وإفشال مبادراتها».

وتابع الكاتب التركي: «نعرف الإمارات وما ترمي إليه، وأن (ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد يدعم التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال ضد تركيا، وأنه ممن وقفوا وراء محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو 2016».

ووجه الكاتب التركي كلمات «بن سلمان»، قائلًا: «سيادة الأمير، إن منطقتنا تشهد تصفية حسابات القرن، فهم يجربون أعتى الهجمات والاستيلاءات منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى، الدول تمزق، ويخترعون تهديدات مفبركة لتشكيل جبهات وفقًا لذلك، كما ينتزعون فتيل الحروب الأهلية، وينهبون الأراضي العربية».

وتابع: «كانت الحدود العربية الإيرانية هي الحدود الشرقية للعراق قبل 30 عامًا. ولقد دعمتم حرب الخليج عام 1991، وسمحتم باحتلال العراق عام 2003. فتقلصت الحدود العربية الإيرانية حتى الحدود العراقية السورية، ولنقلها صراحة؛ إن كل هذا حدث بسببكم، كما سلمت الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتان اعتمدتم عليهما، هذا البلد إلى يد إيران بعد تدميره».

واستكمل تطاوله قائلا: «أيها الأمير: تأكد أن الأراضي العربية هي التي ستمزق كذلك مستقبلا؛ دولكم ومنطقتنا. فمن ينجرف نحو الهاوية هم شعوبنا، وما سيدمر هو ديارنا. وفي المرحلة المقبلة، ستنهب كذلك الأراضي العربية، ومن ضمنها الدول الخليجية والسعودية. فهذه الدول ستدمرها الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تتحركون معهما اليوم. لقد نُصب لكم فخ كبير للغاية، فافتحوا أعينكم».

وأضاف أن «ما يحدث هو مساومة القرن الـ21 وتقاسمه، وتصفية حساباته.. أيها الأمير: نحن سنصمد، إنما أنتم فلن تستطيعوا الصمود بهذه السياسات والتصرفات. فمن يستخدمكم كسلاح ضد إيران لم يفعلوا شيئًا لطهران على مدار 30 عامًا؛ بل أهدوها دولًا، لكنهم ساقوكم أنتم وأقاربكم إلى الحرب على الدوام، وصار من خسر هو أنتم وأقاربكم سيادة الأمير!».

وتابع: «يا سيادة الأمير، لن تربحوا شيئًا بمعاداة تركيا، والوقوف ضدها لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، واستهدافها من أجل محمد بن زايد؛ بل سيجعلكم تخسرون الشيء الكثير. فالإعراض عن يد تركيا الممدودة من أجل الصداقة سيجعلكم غدًا من دون دعم أو دفاع في هذه الأرض!».

واستطرد: «لا تدعموا حركات الشر المضادة لتركيا، ولا تستسلموا لأجندة الإرهاب التي يتبنّاها محمد بن زايد، فسوف يأتي اليوم الذي تخسرون فيه. انظروا إلى الوضع في المنطقة اليوم، حاولوا النظر إلى المستقبل، وستدركون ما أقول».

وقال «قراغول» لـ«بن سلمان»: «لو وضعتم تركيا في الهدف ذاته مع إيران، فستكونون قد ارتكبتم أكبر عمى إستراتيجي في حياتكم. كما لن تستطيعوا كسب أي شيء في هذه المنطقة من خلال عداوة تركيا أو معارضتها؛ بل ولن تستطيعوا الوصول إلى أي شيء”، بحسب كاتب المقال

واسترسل الكاتب التركي أكاذيبه، قائلا: «لقد أعطيناكم الحق في حساباتكم بشأن إيران؛ فشعرنا بالقلق نحن أيضًا إزاء حصار طهران للسعودية، ونظرنا إلى ذلك على أنه خريطة احتلال فارسية. لكنكم تخلطون الحقائق يا سيادة الأمير، تخلطون الحقائق التاريخية والجغرافية. فالذين يحاولون وضعكم تحت الحماية الإسرائيلية في مواجهة إيران، هم أنفسهم تلك الدول والقوى التي تطلق نحوكم التهديد الإيراني، فهم أصدقاؤكم وحلفاؤكم».

وأضاف: «لن تستطيعوا مواجهة هذه التهديدات، بالتعاون مع أمريكا وإسرائيل والعواصم التي يشيرون بها عليكم، كما لن تستطيعوا حماية أوطانكم أو التصدي لموجات الاحتلال الجديدة التي تستهدف المنطقة».

وتابع: «لن تستطيعوا حماية الكعبة ومكة والمدينة بالتعاون مع من يحتلون القدس ويضعونه قيد الرهن يا سيادة الأمير!».

زر الذهاب إلى الأعلى