أكد الكاتب المغربى محمد مشبال، أن دور مصر الثقافى لم يعد كما كان من قبل، فالمثقفون المغاربة أصبحوا لا يذهبون إلى دور النشر المصرية فى معرض الدار البيضاء، وإذا ذهبوا تكون جهتهم المركز القومى للترجمة.
وأضاف “مشبال” خلال مناقشة كتابه “الهوى المصرى فى خيال المغاربة”، أن المثقفين فى المغرب كانوا شغوفين بالثقافة مصرية متوهجة، والتى كان لها دور فى صنع وعيهم الثقافى، بأعمال طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهما، مشيرًا إلى أن المغرب تعشق مصر الرمز، لكن فى الوقت الذى شهدت فيه المغرب نهضة فكرية فى بداية التسعينيات، كانت مصر تركن نحو الصمت.
وأكد الكاتب المغربى أن نقده للظروف التى تعشيها مصر من منطلق عشقه وحبه لها، فهو حريص على زيارة مصر سنويا، ويعتبرها بلد العجائب والمتناقضات، فهنالك بعض الأشياء يمكن أن تكرهها وتعجب بها فى الوقت نفسه، وتلعنها وتتورط فى عشقها.
وأضاف “مشبال” أننا فى الفترة الأخيرة فى مصر لم نعرف ناقدًا بقيمة جابر عصفور وشكرى عياد، اللذين كتبا نقدا نحلم أن نكتب مثله، مشيرًا إلى أن الباحثين المصريين لم يعودوا قادرين على مواكبة الإنتاجات النقدية للتونسيين والمغاربة.
وأوضح “مشبال” أن كتابه عبارة عن مجموعة رحلات قديمة كتبت عن فقهاء ومتصوفة مغاربة، مكثوا فى مصر، وبدورهم رصدوا الإيجابيات وبعض السلبيات، وكان هؤلاء ينطلقون من تصور دينى، فى الوقت التى كانت مصر تتفرد بالحداثة والريادة.
وأضاف “مشبال” أن المثقفين الحداثيين المغاربة أمثال محمد برادة جاءوا إلى مصر فى فترة تقليدية كانت المغرب بلدا تقليدا، ومصر كانت على طريق الحداثة وأخذت أشواطا بعيدة، فأتوا إلى مصر، وذاقوا الوجدان الفكرى والإنسانى.