كل يوم يتقدم التحالف الوطنى للعمل الأهلى خطوة نحو توسيع وتركيز العمل الأهلى، بعد عقود ظلت الجمعيات والمنظمات تعمل وحدها، حيث تتكرر الخدمات وتغيب قاعدة المعلومات، ومع أهمية أن يكون لكل منظمة عملها، فإن التنسيق فى العمل الخيرى يمكن أن يضاعف القدرة على تقديم الخدمات للفئات الأولى بالرعاية، وهناك أكثر من 50 ألف منظمة وجمعية، ظلت تعمل على مدار عقود وتقدم عملها، بشكل متناثر، لكن التحالف يجمع الجهود، ويطبق العدالة فى توزيع المساعدات على المحافظات جغرافيا واجتماعيا.
وانطلق التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى فى 13 مارس 2022، بمشاركة وعضوية كبرى مؤسسات العمل الأهلى والتنموى فى مصر ويضم عشرات الجمعيات والمؤسسات الأهلية والكيانات الخدمية والتنموية، ويضم فى عضويته 30 اتحادا نوعيا و27 اتحادا إقليميا، والتى تعمل فى مختلف مجالات التنمية على تنوعها من خدمية، وصحية، وتوعوية، وتعليمية، وعمرانية، وغيرها. ويسعى التحالف إلى الاستفادة من عمل وزارة التضامن، وقاعدة المعلومات المتاحة لديها، بجانب أن التحالف فى حال التنسيق يمكن أن يوسع من قدرات الجمعيات على البحث الاجتماعى والوصول إلى الأسر أو الأفراد المحتاجين والذين قد لا يمتلكون أدوات توصلهم إلى طلب الخدمة، وهو أمر يتطلب زيادة الخطوط الساخنة أو المكاتب التى تتلقى البيانات أو الطلبات وترفعها إلى مراكز القرار بسرعة مناسبة.
وأطلق التحالف مبادرات لتقديم الدعم للفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقا، سواء الدعم النقدى أو الغذائى والإمداد بالمستلزمات الدراسية، وأطلق قوافل «ستر وعافية» لدعم الفئات الأكثر استحقاقا، ضمن الحماية الاجتماعية وتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية العالمية.
وخلال المؤتمر الأول للتحالف قبل أسابيع تحت شعار «نتحد من أجل خدمة الإنسان»، دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى التحالف لتوسيع نشاطه، فى ظل الأوضاع الاقتصادية وتداعيات الأزمة العالمية، واستجاب التحالف وأطلق مبادرة «كتف فى كتف» بمحافظات الجمهورية وهى أكبر مبادرة حماية اجتماعية فى مصر، استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وتشمل تلك الفعاليات تعبئة وتوزيع أكثر من 4 ملايين كرتونة مواد غذائية بالإضافة إلى 160 ألف وجبة و30 ألف قطعة ملابس على الفئات الأولى بالرعاية من أهالى تلك المحافظات بمشاركة متطوعى التحالف وللأطفال نصيب من المبادرة بتوزيع فوانيس رمضان والألعاب وذلك لإدخال البهجة والسرور على الأطفال وأسرهم تزامنا مع اقتراب الشهر المبارك.
وتعد مبادرة «كتف فى كتف» أكبر مبادرة للحماية الاجتماعية فى تاريخ مصر، وتأتى تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بدعم الفئات الأولى بالرعاية والأكثر استحقاقا، وتماشيا مع جهود التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بجميع محافظات الجمهورية، بدأت بالمواطنين فى المحافظات الحدودية، وتستمر فى محافظات الدلتا والصعيد تطبيقا للشعور بالمسؤولية، وأن تكون كل المؤسسات إلى جانب بعضها البعض كتفا بكتف، لتقديم المساعدات للأسر الأولى بالرعاية فى مختلف أنحاء الجمهورية.
وتمثل مبادرة «كتف فى كتف» خطوة مهمة لتوسيع نطاق المساعدات، وتحويلها إلى سياق عام فى وقت مهم، سعيا لمعالجة تأثيرات وانعكاسات الأزمة العالمية، وفى نفس الوقت تجاوز الشكل التقليدى لعمل الجمعيات، التى كانت تعمل بشكل فردى، وينتظر المواطنون أن تكون هناك خارطة جغرافية لتوزيع هذا الكم الهائل من المساعدات التى تمثل توازنا فى الرعاية الاجتماعية بشكل إنسانى.